عزيزي رئيس التحرير صدق من قال: إن عجلة الزمان تدور أن ان تنبئنا بسرعة سيرها , ليمر من خلالها الانسان بمراحل كثيرة يجابهها في حياته. ان ما جعلني أشعر بذلك الاحساس , هو ذلك الموقف الذي حصل لي منذ عدة ايام , عندما وضعتني الصدفة في مواجهة مع أحد الزملاء في المرحلة الابتدائية , اقبل نحوي مسرعا ليضمني بحرارة وشوق , بادلته نفس الاحساس فقد كانت اياما جميلة خاصة انه كان اعز اصدقائي في تلك المرحلة, لم يدم لقاؤنا طويلا فسرعان ما افترقنا , ومن حينها وأنا أجوب في سواحل الذكريات واستعرض فيها زملاء الدراسة في جميع المراحل , يالله ما أكثر الاسماء التي ذكرتها , واصابني صداع في رأسي نتيجة ذلك. جلست افكر قليلا لماذا انقطعت الاتصالات وسمحنا للأيام بأن تفرق بيننا على الرغم من ان التواصل كان موجودا في تلك الايام ,ومتفاعلا الى حد كبير؟ انني حتى هذه اللحظة أجهل حقيقة سبب الانقطاع فيما بيننا, وفجأة تذكرت ملف ذكرياتي حيث أحفظ فيه بعض صور الزملاء في المراحل الدراسية , وبعض الرسائل التي كنا نتبادلها فيما بيننا , وما أن فتحتها حتى تذكرت قسمات وجوه كثيرة , وتذكرت اصدقاء قدامى كانت صدورهم موطن أسراري , ومنبع المشورة والحلول التي التمسها عندما تصيبني مشكلة عويصة. بالله .. خلت في يوم من الايام أننا، لن نفترق، ولكنها أمان زائفة كالأحلام التي لم تتحقق، بعضهم كتب عبارات خلف الصورة تثير في نفسك السعادة والبهجة , ما اسرع تعاقب السنين, مرت أمام العين بعجالة خاطفة لم تمكنها من اصطيادها , ولا اخفي السعادة التي تملكت قلبي عند مشاهدة صاحبي القديم , وشعرت معه بحنين الذكريات تتدفق متتابعة لا تنقطع. كل منا يملك اصدقاء يشاركونه محطات حياته , وليضيفوا لها عالما خاصا لا تشاهده الا معهم. ان الصداقة معنى جميل يجمع سمو المعاني وجمال الترابط وحلاوة اللقاء. كم من صديق قد انقطعت اخباره عنك, وفقدت ذكريات جميلة تربطك به, عندما يسبح كل منا في نهر الماضي ويغوص في اعماقه , فانه يتحصل على ذكريات مع ثلة من اصدقائه القدامى , ليجد نفسه وقد علاها السعادة والانشراح. صدقوني ماأزلت اجهل سبب الانقطاع فيما بين الاصدقاء لا أدري أهو الاهمال وعدم الاهتمام ؟؟ أم الاشغال التي تواجه كل انسان؟؟ ام الخوف الذي يمتلك كل قلب عند السؤال عن شخص فارقه لسنوات عديدة ؟؟ لا أدري عن ماهية تلك الاسباب, لكن ادرك يقينا أن يريد سيسعى لاعادة ذلك التواصل , وأيام جميلة عاشها ولا يمنع أن نعيشها مرة أخرى وتقبلوا تحياتي. أحمد بن خالد العبد القادر