مولت السعودية وروسيا، مشروعا مشتركا أطلقته الأممالمتحدة أمس الأول، يهدف إلى التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والخفيفة في منطقة آسيا الوسطى. ويسعى المشروع الذي يعمل عليه كل من مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب التابع لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى تعزيز استجابات العدالة الجنائية لمنع ومكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وتعطيل الإمداد غير المشروع لهذه الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية. ويسهم المشروع في تعزيز القدرات التشريعية والاستراتيجية والتشغيلية الوطنية لبلدان آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، التي حضر ممثلوها الدائمون لدى الأممالمتحدة هذا الحدث. وسيتم تنفيذ المشروع في عامي 2020-2021 من قبل مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، عبر البرنامج العالمي المعني بالأسلحة النارية، بالتعاون الوثيق مع المديرية التنفيذية للجنة الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب (CTED) ومكتب الأممالمتحدة لشؤون نزع السلاح (UNODA)، وكذلك منظمة شنغهاي للتعاون (SCO). وأكد عضو وفد السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة المستشار عبدالمجيد البابطين، في كلمة المملكة بهذه المناسبة، أن مشكلة الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وتحويلها إلى جماعات إرهابية هي شاغل عالمي. ولفت النظر إلى أن التعقيد في التصدي للعلاقة بين الأسلحة والجرائم المنظمة والإرهاب يتجلى في الطبيعة متعددة الأبعاد لهذا التهديد، موضحاً أن المملكة تدعو إلى اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات من مختلف الجهات الفاعلة، من أجل وضع آليات وقائية واستجابة ناجحة. وقال البابطين: فيما يتركز هذا المشروع على منطقة آسيا الوسطى، يمكن التعلم منه وتطبيقه في أجزاء أخرى من العالم، وأن هذا يمكن أن يكون بمثابة نموذج جيد للمراحل المستقبلية، معرباً عن فخر السعودية بتمويل هذا المشروع. وكان وكيل الأمين العام لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، أكد في كلمته الافتتاحية، أن الأسلحة الصغيرة والخفيفة أصبحت السلاح المفضل على نحو متزايد لدى العديد من الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم لرخصها وسهولة الوصول إليها ونقلها وإخفائها واستخدامها. وأكد أن العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، بما في ذلك الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، وتمثل عقبة أمام التنمية المستدامة وتهديداً لحكم القانون. وأشارت المديرة التنفيذية لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) غادة والي، في رسالة عبر الدائرة التلفزيونية أن المشروع الجديد يتطلع إلى معالجة مجموعة كاملة من العقبات التي تعيق التقدم، ومن خلاله نسعى إلى وضع الأطر القانونية، وتعزيز القدرة على إنفاذ القانون والعدالة الجنائية، وتحسين البيانات ومعالجة فجوات التعاون.