تواجه نساء اليمن خطراً داهماً على خلفية اختطافهن واستغلالهن جسدياً من قبل مليشيا الحوثي لابتزاز عائلاتهن والمتاجرة بهن وإجبارهن على ارتكاب الفواحش مع قياداتها في الجبهات. ورغم العدد الكبير من النساء المختطفات في سجون المليشيا، فإن عائلاتهن ترفض الكشف عن أسمائهن خوفاً من تنفيذ الحوثيين تهديداتهم بنشر فيديوهات مفبركة قد تنل من تلك العائلات وتدمر حياة أجيالها، خصوصاً أن اليمنيين ينظرون لمثل هذه القضايا من نافذة العار. تجارة النساء وفي تصريحات ل«عكاظ»، كشف رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر في صنعاء نبيل فاضل، توثيق أكثر من 314 مختطفة في سجن البحث الجنائي، ناهيك عن أعداد النساء في سجون الأمن السياسي والوقائي والقومي الذين لم نستطع الوصول إليهن ولم نتطرق إليهن لعدم وجود معلومات. واتهم المليشيا بالاعتداء على النساء بالكهرباء والعصي والاعتداء الجنسي وتصويرهن في أشكال مخلة بالآداب لابتزاز عائلاتهن وإجبارها على الخضوع لتوجهاتها والقيام بأدوار سيئة ضد المجتمع، وتهديدها بنشر صورهن إن لم يسلموا أنفسهم لقادة المليشيا في الجبهات. وأضاف أن من يتم الإفراج عنهن يكون بمقابل مادي يتجاوز أكثر من مليون ريال يمني. فيما لفت فاضل، إلى أن النساء المعتقلات يتم تلفيق تهم الدعارة لهن، وهي تهمة خطيرة بالنسبة للمجتمع اليمني، موضحاً أن تهم المليشيا والحديث عن ضبط بناتهن في شبكات دعارة ولدت حالة خوف في بداية الأمر لدى القبائل لكن عقب فضح أمر المليشيا تفهمت الكثير من عائلات المختطفات أهداف ومخططات الحوثي من هذه التهم الكاذبة والملفقة وبدأت تستوعب الخطر. وأكد أن القبائل لن تظل صامته إزاء هذه الانتهاكات. صمت دولي ونوه فاضل بالموقف السعودي الإنساني ومبادرته في توفير الحماية للنساء اللواتي تعرضن للانتهاكات وإعادة التأهيل النفسي لهن، مؤكداً أن هناك الكثير من النساء المفرج عنهن يتواجدن في السعودية ومصر، لكن المجتمع الدولي لم يقدم شيئاً لهؤلاء النساء ويرفض حتى تقديم الأيواء والرعاية والتأمين. وهاجم تقاعس المنظمات الدولية والأممية رغم إعلان استعدادنا للتعاون معهم لمساعدتنا في كشف الحقائق والتنسيق لها للجلوس مع عدد من ضحايا الحوثي من النساء ومنها المفوضية السامية والصليب الأحمر الدولي لكننا لم نلقَ استجابة. ولفت إلى أن مجلس الخبراء تعاون وأصدر عدداً من التقارير وكذلك لجنة العقوبات أصدرت تقريراً قبل أيام لكن المجتمع الدولي بكامله يتغاضى ولم يبدِ أي تعاون لتأمين الضحايا ممن خرجن من سجون المليشيا. صنعاء الأولى تخويف القبائل وطالبت العامري المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها الإنسانية وتكثيف جهودها لمواجهة الخطر الذي تتعرض له النساء، محذرة من أن المرأة لم تعد تتعرض للتهميش أو التجاهل أو الحرمان من حقوقها، بل أصبحت في فوهة بندقية الحوثي بالقتل أو بالتشهير. واعتبرت أن ما تتعرض له المرأة على أيدي الحوثيين جريمة متكاملة الأركان قد تجبر الكثير من النساء على الانتحار هرباً من العار. وقالت: «حتى اللحظة لم تسجل حالة انتحار في صفوف المختطفات بسبب ما لحق بهن لكن استمرار صمت المنظمات وتخاذل المجتمع عن إنصافهن ودخولهن في حالة العزلة قد يدفعهن لاتخاذ قرارات تقضي على حياتهن». وأكدت العامري أن المليشيا تسعى إلى لي ذراع معارضيها من السياسين والقبائل وتهديدهم بنشر أفلام كاذبة لبناتهن خصوصاً بعد أن بث إعلام المليشيا فيديوهات لنساء يدلين بأقوالهن تحت تهديد السلاح في مخالفة صريحة للمبادئ الدينية والمواثيق والأعراف القبلية والقوانين الدولية. تشرد وضياع وأفصحت رئيسة رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسراً الدكتورة أمة السلام الحاج، عن إصابة الكثير من النساء بأمراض نفسية وعقلية جراء ما لحق بهن من انتهاكات جسدية جسيمة. وقالت: «تعرضت المختطفات لانتهاكات متعددة تنوعت بين التعذيب الجسدي والنفسي والتشهير من قبل الحوثي، واتهامهن في أعراضهن وأخلاقهن ما يجعل أسرهن تتركهن وتتخلى عنهن بدافع الخجل والعيب، ما يؤثر سلباً على مستقبلهن بعد خروجهن من السجون فيعشن حياة التشرد والنزوح والهرب من الجميع والاختباء من العار الذي لحق بهن من تشهير الحوثيين. وأضافت أن النساء المفرج عنهن يواجهن معاناة كبيرة وصلت إلى تخلي الجميع عنهن ولا يوجد حتى مأوى يضمهن ويلجأن اليه. فيما قالت المتحدثة باسم التحالف اليمني لرصد حقوق الإنسان بشرى العامري، إن فريقها وثق 303 مختطفات حتى مايو 2019 بينهن 87 ناشطة سياسية و30 طالبة 6 وناشطات حقوقيات وإعلاميتان، وأضافت أن 44 امرأة لا تزال قيد الإخفاء القسري، مؤكدة أن صنعاء تحتل المركز الأول في اختطاف النساء وتعذيبهن وإلحاق الضرر بهن جسدياً وبعائلاتهن. وأوضحت أن المليشيا لم تكتفِ بالاعتقال والتعذيب وفبركة أفلام ووقائع كاذبة لهن ،بل إنها قتلت أكثر من 612 امرأة بالقنص المباشر أو القصف العشوائي أو بالألغام في عدد من المحافظات. ولفتت إلى أن 1752 امرأة أصيبت منذ الانقلاب حتى مايو 2019.