في الوقت الذي كان يسعى فيه رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب لرفع وصمة «اللون الواحد» أو لون «حزب الله» عن حكومته صاحبة الثقة الهزيلة والإيحاء للبنانيين والعالم بأنه رئيس حكومة كل لبنان، وبالتالي مرحب به عربيا ودوليا، بعد أنباء عن تحضيرات يجريها لجولة عربية ما زالت غامضة الوجهة والبرنامج؛ جاءت زيارة الموفد الإيراني برئاسة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، قادماً من دمشق إلى بيروت أمس (الإثنين)، لتؤكد أن حكومة اللون الواحد لن تتلقى الدعم إلا من محور واحد، خصوصا أنها الزيارة الأولى لوفد أجنبي تتلقاها الحكومة في ظل غياب شبه مطلق لأي مسؤول عربي أو غربي أبدى رغبته في زيارة بيروت. هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ بدء الانتفاضة في 17 تشرين، ومنذ اغتيال قاسم سليماني، وبالتالي فإن أول تهنئة خارجية تتلقاها حكومة دياب أتت من طهران. لكن ما زاد الأمور التباسا هي المصادر التي كشفت أمس دعوة تلقاها رئيس الحكومة من السفير القطري في بيروت لزيارة الدوحة. وفي هذا السياق، خاطب وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، لاريجاني بقوله: «ارفعوا أيديكم عن لبنان كي يبقى حراً سيداً مستقلاً. مشروع الهيمنة والوصاية الإيرانية سيسقط عاجلاً أم آجلاً لأنه مناقض لحريات الشعوب وأحلامها في مستقبلٍ أفضل. تحرير لبنان من وصايتكم هو المدخل للإنقاذ». وأضاف: «لم تقدِّم إيران إلا الخراب والدماء للبنان، لا تبنوا أوهاماً من هيمنة سلاح أداتكم على وطننا. اللبنانيون خُلقوا أحراراً وسيبقون أحراراً. وقريباً تسمعون صوت الأحرار يصرخون: بيروت حرة حرة.. وإيران برّا». فيما انتقد الوزير السابق ريشار قيومجيان زيارة لاريجاني وخطاب نصرالله، مؤكدا أن أسلوب الصراخ «الموت لأمريكا» ومقاطعة البضائع وحرق الأعلام وتحرير القدس بالهجاء والشعر لم يعد ذا جدوى، خصوصا عندما تصبح وجهة « المقاومة » الدول العربية الشقيقة وعندما تتحول الممانعة عنوان تبعية للحرس الثوري. وقال: «عودوا إلى لبنان وسلّموا سلاحكم وتعالوا نبني سوياً دولة حقيقية». لاريجاني استهل زيارته بلقاء الرئيس ميشال عون وسلمه رسالة من نظيره الإيراني حسن روحاني، كما التقى رئيسي الحكومة حسان دياب والبرلمان نبيه بري.