كما تراجعت مليشيا الحشد الشعبي عن أسوار السفارة الأمريكية في بغداد، من المتوقع أن يتراجع حزب الله بضع خطوات إلى الوراء على جبهة تشكيل الحكومة اللبنانية. وهو ما يفسر بعض الفرملة التي وضعت لاندفاعة الرئيس المكلف حسان دياب ومعه الرئيس اللبناني ميشال عون باتجاه الإسراع بتشكيل الحكومة. وعلى توقيت الأحداث في بغداد تسير الأحداث في بيروت، ومع تراجع حدة الصدام الأمريكي - الإيراني في العراق، فإن الذهاب باتجاه حكومة «اللون الواحد» في بيروت سيكون أكثر خجلاً وغير منفّر على صعيد الأسماء الوزارية أو على صعيد السلوك السلطوي تجاه المكونات التي خرجت من السلطة، وعلى رأسها تيار المستقبل. حكومة حسان دياب ستبصر النور بعدما تحولت إلى ما يشبه التحدي بالنسبة لحزب الله وصورة إمساكه بمفاصل الحياة السياسية اللبنانية، إلا أن تشكيل الحكومة «الديابية» لا يعني بالضرورة نجاحها في إخراج لبنان من نفق الانهيار الاقتصادي والمالي، وهذا ما يدركه حزب الله وحلفاؤه في بيروت، كما يدركون تماماً أن الدواء الناجح لأزمة لبنان النقدية والاقتصادية هو دواء خارجي وتحديداً عربي. على خلفية هذا المشهد، ستشكل حكومة دياب إما لتقطع وقت قصير بانتظار تسوية كبرى تبدأ في العراق ولا تنتهي في بيروت، أو لصياغة رؤية سياسية تعيد الأفرقاء الممسكين بالسلطة وعلى رأسهم حزب الله إلى الوعي السياسي على قاعدة «لبنان أولا». حزب الله يدرك أنها مرحلة التسويات وتقديم التنازلات لمصلحة لبنان دولة وشعباً، وهو ما يؤشر على سلسلة من الخطوات السياسية الملحة، ولعل طاولة للحوار ببند واحد وهو الإستراتيجية الدفاعية أولى هذه الخطوات. دبلوماسي غربي في بيروت وفي جلسة خاصة، قال: «الأشهر ال3 الأولى في 2020 ستكون دقيقة ومفصلية، والعين يجب أن تركز على 3 عواصم عربية، دمشقوبيروتوبغداد، فالأحداث في هذه العواصم ستكون كثيرة ومفاجئة». لذلك.. إنها مرحلة الانكفاء الإيراني عن المواجهة في العراق وتالياً في سورية ولبنان، وحكومة حسان دياب المرتقبة هي المؤشر بأسماء أعضائها وبيانها الوزاري.