• ثمة قضايا تتسبب في إرباك العمل أمام القضاء، إذ باتت المحاكم تعج بخصومات الأولى ألاّ تصل إلى المحاكم فتشغلها عن ما هو أهم وأعم وأشمل. • تعد قضايا السب والشتم والألفاظ النابية وكذا العبارات العنصرية في تزايد، وهذا بلا شك عائد لأمور عدة، أولها: جهل البعض بحقوق الغير سواء كان بين الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب أو حتى المارة في الشارع، وثانيها: ضعف الثقافة الحقوقية لدى البعض، إذ إن كلمة قد تسبب مشاكل لقائلها وتقوده للإيقاف ثم صدورعقوبة عليه من القضاء وليس انتهاء بضعف الوازع الديني. • يحدث مع تنامي وتشعب العلاقات، لكن تظل التقنية أحد أبرز وأهم أسباب السب والشتم الإلكتروني من خلال استخدام التطبيقات الذكية التي تستغبي أصحابها وتقودهم إلى الجلد أو الغرامة أو السجن لا سمح الله. • تعج النيابات والمحاكم بقضايا أقل ما يقال عنها إنها بسيطة وأحياناً تافهة، يلجأ فيها أصحابها إلى جر أصدقاء أو أقارب لهم إلى أروقة المحاكم بسبب كلمة أو عبارة تقال في غير محلها. • لا شك أن العاقل يمكنه تفادي اللجوء إلى القضاء وإشغاله، لو اختار أصحابها التروي والحنكة والحكمة، وهي مظاهر تبين تدهور العلاقات الاجتماعية في المجتمع وطغيان الجانب المادي. • تستنزف المحاكم وقتاً طويلاً للنظر في قضايا الشتم والسب والقذف وعبارات العنصرية والتهكم والسخرية، وتعقد العديد من الجلسات القضائية وتصدر أحكاما فيها وترفع إلى الاستئناف وتعاد أحياناً، الأمر الذي يشكل عبئاً إضافياً على المحاكم على حساب قضايا أكثر أهمية. • من المهم القول إن بعضاً من النساء تمت محاكمتهن في قضايا السب والشتم والتشهير والابتزاز وخلافه؛ بسبب جهلها بعاقبة الأمور وعدم اختيارها الطريق الأمثل في التعامل مع الأحداث. • إن تحكيم العقل والاقتداء بالنهج النبوي الكريم يقود إلى تجنب مثل هذا المشاحنات التي تستهلك وتسنزف الوقت والجهد حتى لا نتأسف على الحالة التي آلت إليها الروابط الاجتماعية والعائلية ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.