اعتاد السعوديون طوال الأعوام ال16 الماضية على حضور الشاعر المقدم مشعل بن محماس الحارثي في المحافل الرسمية كشاعر وطن، وصوت شعري يصف قوة بلاده وعزمها وحزمها في التصدي للأعداء، ومساعدتها ووقوفها مع الدول الإسلامية الشقيقة، ليكون الأوحد والأبرز الذي يتسيّد شعر الحماسة في الوقت الحالي على مستوى الخليج العربي. لم يطرق يوماً أبواب المجلات أو الصحف لتنشر أشعاره في بداياته، بل كان واثقاً من موهبته الشعرية، وآمن بقدراته في حبكة القافية والأوزان، إلى أن حصل على فرصته ليبدع ويتفوق على أقرانه ومن سبقوه في المجال ويصل إلى الجميع. وكتب الشاعر مشعل الحارثي منذ عام 2004 وحتى الآن أكثر من 30 قصيدة وطنية تضمنت أكثر من 1700 بيت شعري في مناسبات مختلفة، وتفرد باعتلاء منبر «منى» طوال 8 سنوات منذ 2013 وحتى 2019. وابن محماس صاحب أولويات في مسيرة الشعر النبطي، إذ إنه أول شاعر تظهر قصائده في نشرة الأخبار الرسمية في التلفزيون السعودي، وأول شاعر يلقي قصيدة أمام الملك في الخارج. ولم يتوقف الحارثي عند الشعر المنبري، بل امتدت موهبته الشعرية إلى كتابة شعر العرضة في البحرين، وكذلك الشعر الغنائي، وغنى له الفنانان محمد عبده وراشد الماجد في أول دويتو يجمعهما، وكذلك تغنى له راشد الفارس. وتحمل قصائد الحارثي الوطنية أغراض الشعر كاملة، حيث لا تخلو من العاطفة والحب والغزل في الوطن والتلاحم مع آماله وهمومه، بيد أنه يؤكد على الفخر والاعتزاز بكل قصيدة يلقيها أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وقال الحارثي اليوم (الجمعة) في برنامج «بالمختصر» الذي يقدمه الإعلامي ياسر العمرو، وتبثه قناة mbc: «بدأت كتابة القصائد الوطنية منذ 2004 وحتى الآن، ومنذ ذلك الحين أكتب سنوياً قصيدة أو قصيدتين، ولا توجد منصة أكبر من تلك المنصة التي ألقي فيها شعري، وإلقاء قصيدة أمام ولاة أمرنا يعتبر أهم نافذة شعرية». ووصف الحارثي وقوف الأمير خالد الفيصل له بعد انتهاء قصيدته ب«وقفة الحظ»، معتبراً تلك القصيدة نقطة التحول في مسيرته العملية والشعرية. وأوضح أن أكثر ما يجهد الشاعر هو حفظ القصيدة، خصوصاً المطولة منها، عندما تتضمن نحو 70 بيتا شعريا. وحول رد فعله من تأثر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من قصيدته في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 30»، أوضح أنه موقف عظيم كون أبياته أثرت في الملك سلمان المعروف بحزمه وقوته. ورد على سؤال عن أنه خليفة الشاعر خلف بن هذال العتيبي، قال: «هذا شرف كبير أن أكون خليفة شاعر الوطن الكبير خلف بن هذال، والشاعر الذي يأتي بعد هذا الرجل أمامه مهمة صعبة، ومسيرة خلف ليست سهلة كونها ممتدة لأكثر من 40 عاماً». وأضاف: «خلف بن هذال أصبح أيقونة، وتكريم الملك سلمان بن عبدالعزيز لخلف بوسام الملك عبدالعزيز هو تكريم لجميع الشعراء والشعر، وكذلك تكريم الأميرين بدر بن عبدالمحسن وخالد الفيصل يضع أمام الشعراء مسؤوليات كبيرة».