تفضل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتسليم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى للشاعر خلف بن هذال العتيبي في الحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل. وظل الشاعر الكبير خلف بن هذّال منذ انطلاق مسيرته الشعرية وإلى يومنا هذا مُخلصاً ووفياً كل الوفاء للوطن في أوقات سلمه وحربه، وتغنّى بحب هذه الأرض وبحب قادتها وشعبها في أجمل روائعه الشعرية، وكان من الطبيعي أن يبادل الوطن (شاعر الوطن) حُباً بحب ووفاءً بوفاء، وأن يحظى بالمحبة والتقدير في مناسبات كبيرة ومهمّة كان من أبرزها وقوفه السنوي أمام ملوك المملكة العربية السعودية وأمام ضيوفهم من أنحاء العالم كافة. واليوم لا نستغرب أن يأتي تكريمه على أعلى مستوى. ونقدم في هذه المناسبه التهنئة للمبدع خلف بن هذال، وبهذه المناسبة صرح الشاعر خلف بن هذال ل (للرياض) بقوله: "أتقدّم بجزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على هذا التكريم ولا يُستغرب أبداً كرم ووفاء قادة هذا الوطن مع أبناء شعبهم منذ حكم القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى حكم سلمان الحزم، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عب العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وسعادتي اليوم بالتكريم سعادة لا توصف. فهذا وسام هو أغلى تكريم ومصدر فخر واعتزاز لي، وكل الكلمات والتضحيات قليلة في حق هذا الوطن الشامخ. وأسأل الله أن يحفظ لنا قادتنا الكرام وأن يُديم على مملكتنا الحبيبة نعمة الأمن والاستقرار". الاحتفاء يعكس التقدير للشعر والشعراء وبمناسبة هذا التكريم تحدّث الشاعر والإعلامي الحميدي الحربي قائلاً: "أن يُكرّم شاعر الوطن خلف العتيبي فهذا تكريم للشعر الشعبي على مستوى الوطن العربي الذي عشق شعر ابن هذال وحفظ جل قصائده، والأجمل أن التكريم جاء من ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكرّم الشاعر في حياته ليشعر بقيمة ما قدمه وأن الوطن يكرم من يخدمه بصدق. وخلف إلى جانب شاعريته الفذّة قد حباه الله ميزات إنسانية يدركها من عرفه عن قرب. شكراً يا وطن المجد و"تستاهل" يا شاعر الوطن". أمّا المقدم الشاعر مشعل بن محماس الحارثي فرأى أنّ: "تكريم الشاعر الكبير خلف بن هذال تكريم مستحق لرمز من رموز الشعر، فقد خدم خلف الوطن وخدم الشعر لعقود من الزمن، والتكريم لفتة ليست غريبة على رجل الوفاء مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، هذا التكريم أسعدني وأسعد جميع الشعراء وجمهور الشعر، فكلنا كنا وما زلنا نستمتع بقصائد خلف بن هذال". وذكر الناقد الدكتور سعود الصاعدي بأن خلف يُمثّل "ذاكرة الشعر والوطن" وقال عنه أيضاً: "ظلّ خلف دهراً طويلاً يقود الشعر على منبر الشعر، وقد مثّل الشعر المنبري أجمل تمثيل، فكانت قصيدته موعداً موسمياً لكل محبي الشعر على مختلف أذواقهم، شكّل بحضوره ذائقة منبرية وسكن ذاكرة الكبار والصغار، فكان في رأيي سبباً في جعل الشعر العامي يردتي الحضور الثقافي الرسمي، وسبباً أيضاً في نقل القصيدة العامية من الشأن الوجداني الخاص إلى الشأن السياسي العام، كانت قصيدة خلف فوق أنها متعة منبرية، خطاباً سياسياً يختصر موقف المملكة من كل الأحداث السياسية التي جرت في العام الذي تُلقى فيه القصيدة، ومن هنا اكتسبت قصيدة خلف قامتها وقيمتها، فصارت حديث الناس من الوجهة السياسية ومن الوجهة الشعرية، وهذه أحد امتيازات خلف بن هذال التي استحق عليها الامتياز والتشريف بالتكريم. باختصار خلف بن هذال ذاكرة الشعر والوطن معاً". وعن الشاعر وعن هذا التكريم قال الشاعر فلاح القرقاح: "خلف بن هذال قامة شعرية ولا أحد يجهله أو يجهل إبداعه، وتكريمه تكريم للشعر وللشعراء، وتأثير خلف كشاعر تأثير كبير على أجيال وليس على أشخاص فقط، ولا يمكن أبداً أن ننسى وقفته الرائعة في أزمة الخليج وفي كثير من المواقف المهمة، فقد كان له دور لا يمكن أن يسناه التاريخ، وأقول باختصار: "بيّض الله وجه خلف بن هذال "بياض الشحم"، وبيّض الله وجه من كرّمه". أمّا الشاعر نايف صقر فرأى أن التكريم لا يستغرب من وطن اعتاد منه أبناؤه الوفاء والكرم، وأضاف: "خلف بن هذال قامة كبيرة في عالم الشعر، وقدّم لعقود طويلة شعر له قيمة عالية وصنع بشعره وشهامته وحماسته نصر وطني، وإلى اليوم لم نجد من يملأ الفراغ الذي تركه غيابه عن الشعر. لسنوات طويلة كان حاضراً في كل مناسبات الوطن وشارك في الأحداث التي تطغى على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الإنساني، خلف شاعر نادر ومتجاوز وأضاف للقصيدة الوطنية بما يتمتع به من أداء وحضور وصرامة في الملامح تليق به بوصفه رجل عسكري مثّل العسكرية ومثّل الشعر خير تمثيل بتألق حضوره، الوطن يستحق خلف وخلف يستحق تكريم الوطن، ويستحق محبّة الناس لما قدمه في سنوات طويلة، فهو شاعر لا يكل ولا يمل في تقديم واجبه في مناسبات الوطن كالجنادرية وفي الاحتفالات السنوية، وتكريمه تأكيد على أن للشعر الشعبي العامي قيمة أدبية ومعنوية، فهو شاهد على تاريخنا وهو الأقرب لأرواحنا، وتكريم خلف تكريم للشعر الشعبي واعتراف بقيمته وقيمة شعرائه. والوطن دائماً جدير بأبنائه وكريم معهم، أبارك لخلف بن هذال فهو يستحق التكريم عن جدارة". وأشار الناقد المعروف علي المسعودي في حديثه لصفحة (خزامى) إلى عدد من العوامل التي شكّلت شخصية وإبداع خلف بن هذال، وقال عنه: "كلما حضر اسم الشاعر الكبير خلف بن هذال انزاحت جملة عوامل أسست ليكون هذا الشاعر الجبل، أولها انتماؤه لقبيلة عتيبة العريقة التي أنتجت فحول الشعراء، ثم صموده في مواجهة الحياة الصعبة وبدايات ظهوره في الكويت كمركز لإشعاع ثقافي، ثم كانت النظرة الثاقبة من الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز طيب الله ثراه ليتلقفه ويصعد بنجمه عندما منحه وسام الشرف الأول وهو إلقاء قصيدة موسم الحج في مشعر منى، ثم وقوفه بين يدي الملوك في الجنادرية، ليكون الحرس الوطني مصنع أبطال بالسلاح والكلمة. وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يكرم الشعر كله في شخص أبي هذال. هي التفاتة كبيرة لمعنى كبير. أبارك للشاعر الكبير ولأسرته ولكل محبيه، ولكم أمتعنا بشعره العذب كما طرز قلوبنا بكلمات العزّة بشعره أيضاً. فهنيئاً له ولنا هذا الوسام العريق". ويقول المنشد عبد العزيز العليوي بهذه المناسبة: "خلف بن هذال شاعر كبير جزل يتميّز بمقدرته الشعرية إضافة إلى الإلقاء والمنبرية.. شاعر تميز بكل مقومات الشعر النبطي وتغنّى بجميع البحور، هو فارس القلطة ويُحسب له ألف حساب في ميدان المحاورة لفراسته وفطنته وذكائه الخارق في النقض والفتل. بكل ما تحمله الكلمة من معنى: يستحق ثم يستحق ثم يستحق هذا الشريف. فهو رجل خدم الوطن سواء في مجال عمله العسكري في الدولة، أو في منابر الوطن الشعرية، وأمام ملوك هذا الوطن الغالي رحمهم الله، وأبقى وأطال في عمر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز". الشاعر خلف العتيبي في الحفل علي المسعودي نايف صقر مشعل الحارثي فلاح القرقاح سعود الصاعدي الحميدي الحربي عبد العزيز العليوي