تعدّ اللغة العربية، وفق ما يقول باحثون، الوحيدة في العالم التي تتضمن حرف الضاد، الذي يصعب نطقه ضمن حروف «العربية»، ويواجه الأجانب الذين يتعلمون «العربية» صعوبات كثيرة في نطقه، إلا أن دراسة تشير إلى أنّ اللغة الحبشية القديمة كانت تحوي حرف «الضاد» أيضاً، ولم يتم التأكد من أن حرف الضاد حكر على لسان العرب. ورغم أن بعض علماء اللغة اعتبروا «الظاء» الحرف الخاص بالعرب، استناداً إلى مصادر تاريخية، إلا أن قول المتنبي في قصيدته (وبهم فخر كل من نطق الضاد) يعد انتصاراً لأصحاب تسمية «لغة الضاد»، حتى باتت هوية ل«العربية» تعرف بها. ويظهر جمال اللغة العربية في الشعر، والنثر، والخطابة، والقصة، والرواية، حيث يعتبر الشعر فناً أدبياً أقبل عليه الكثير من الشعراء الذين برعوا في كافة ألوانه من غزل، ومدح، وذم، ورثاء، فاللغة العربية اكتسبت الجمال والإبداع من جمال حروفها عندما تُنطق وتُسمع وتُكتب، فعندما تكتب بالخط العربي فلا بدّ من لمسة فنية تزين أحرفها من زخارف، ونقوش، أو تزين بها المساجد، أو كما ترسم في الكتب والصحف، وعندما تتحرك بها الألسن تتجلى فيها البلاغة والفصاحة والصور البديعية، والكثير من المعاني، وهذا ما يتميز به القرآن الكريم الذي نزل بلغة العرب. وتعتبر «العربية» ملِكة لغات العالم، والأكثر تحدثاً ونطقاً ضمن مجموعة اللغات السامية، والأكثر انتشاراً في العالم. فهي إحدى اللغات الرسمية ال6 في الأممالمتحدة، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون إنسان حول العالم. ووصل عدد مفردات اللغة العربية دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة، ما يعني 25 ضعفاً عدد مفردات اللغة الإنجليزية التي لا يتجاوز عدد مفرداتها 600 ألف كلمة، والفرنسية 150 ألفاً، والروسية 130 ألفاً. واجهت اللغة العربية عوائق وتحديات ساهمت في خفوت بريقها في الفترة الحالية؛ منها مجال البحوث العلمية، فعند كتابة البحث العلمي تستخدم لغات أخرى غير العربية، وذلك لضعف توليد المصطلحات العلمية بسبب محدودية الإنتاج العلمي العربي، مما يعرقل دورها في الانتشار بين ثقافات العالم الأخرى، كما أنّ التقدم التكنولوجي الحديث يعتمد على اللغة الإنجليزية عند تأسيس تطبيقاته، فيؤدي ذلك إلى قلة الاهتمام بالعربية، والإقبال على تعلم الإنجليزية، كما ساهم الانفتاح على اللغات الأخرى دخول مصطلحات أجنبية بدل الكلمات العربية. وأكد مثقفون أن اللغة العربية لا تزال تواجه العديد من التحديات؛ من بينها ظاهرة انبهار عدد كبير من الناطقين بها بالثقافة الغربية والتأثر بلغاتها، إضافة إلى ازدواجية اللغة بين الفصحى والعامية، ما يتطلب بذل مزيد من الجهود وإيجاد حلول ناجعة لتدارك تفاقم المشكلة وإعادة «لغة الضاد» إلى مكانتها، وإبقائها حية في قلوب محبيها.