عوامل مشتركة تجمع الأضداد، إذ يجتمع أحيانا الخير والشر والحب والكراهية.. ولكن الموت جمع زارعة الورد بزارع الألغام، وعم شعوران في آنٍ. الفرح بمقتل إرهابي أهلك الأرض والحرث والنسل وشرد الملايين، والأسى بوفاة إعلامية تنثر الفرح والسعادة. لقد رحلت سيدة الشاشة نجوى قاسم قبل أن تقرأ خبر هلاك الإرهابي قاسم سليماني بيوم، وهي التي كانت تطالعنا يومياً بجرائمه وانتهاكاته بقتل الأبرياء العزّل من أطفال وشيوخ ونساء في أكثر من بلد عربي، من لبنان إلى اليمن مرورا بليبيا والسودان. و فجع العالم العربي بوفاتها وكُتبت كلمات التأبين على كل منصات التواصل الاجتماعي والصحف ونشرات الأخبار. وفي المقابل ساد ارتياح بمقتل الإرهابي «سليماني»، وكأننا نتعلم أن الحزن لا يدوم وأن الفرح قد يعم بهلاك سفاح. ولروح نجوى يتطابق قول الشاعر الراحل سميح قاسم: أنا لا أحبك يا موت لكني لا أخافك وأدرك أن جسدي سريرك وروحي لحافك أنا لا أحبك يا موت لكني لا أخافك.