في الوقت الذي وصفت فيه, مصادر سياسية لبنانية خطابات قادة "حزب الله" النارية, استهدفت توجيه رسالة "لكل من يهمه الأمر" أن الساحة اللبنانية لن تكون جائزة ترضية لأي من الخاسرين على طاولة المفاوضات, مشيرة إلى أن الحزب يخشى صفقة إيرانية - دولية تفضي إلى تقويض نفوذه وإنهاء هيمنته وسطوته في لبنان, قال رئيس الوزراء اللبناني السابق ورئيس تيار"14 اذار" سعد الحريري: إن حزب الله اختار التضحية بسيادة لبنان وكرامته ووحدته الوطنية، كُرمى لنظام بشار الأسد وتلبية لقرار القيادة الإيرانية بحماية هذا النظام، وهو اختيار سيلعنه التاريخ." وأكد الحريري : لن نقدّم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية لسياسات رعناء تزجّ بلبنان في مهبّ العواصف الإقليمية"، معتبراً أن خياره التضحية بلبنان من أجل الأسد وإيران هو خيار "سيلعنه التاريخ". وأضاف في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أنه "من مخازي هذا الزمن أن تتحول ذكرى عاشوراء إلى مناسبة لإشهار الوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم. لقد أكد الأمين العام لحزب الله على ما هو مؤكد، وجدد التزامه المشاركة في الحرب السورية والخروج على الإجماع الوطني لإعلان بعبدا، ورفضه الابتعاد بلبنان عن الحريق السوري. ونحن من جانبنا نؤكد على ما هو أكيد، بأننا لن نقدم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية، لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية. إن حزب الله يستطيع أن يستقوي على لبنان واللبنانيين وعلى الشعب السوري وثورته، بقوة إيران ومالها وأسلحتها، وأن يجعل من الحدود اللبنانية أرضاً مسيبة لمقاتليه والمسلحين المستقدمين من إيران وسواها، ولكنه لن يستطيع بعد اليوم أن يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة في الحياة السياسية. لقد اختار حزب الله أن يضحي بسيادة لبنان وكرامته ووحدته الوطنية، كُرمى لنظام بشار الأسد وتلبية لقرار القيادة الإيرانية بحماية هذا النظام، وهو اختيار سيلعنه التاريخ". إلى ذلك, يدرك «حزب الله» أن سلاحه بات جدياً على طاولة المفاوضات الجارية على أكثر من صعيد بشأن ترتيب أوضاع المنطقة, من سوريا إلى العراق وصولاً إلى الملف النووي الإيراني, كما يدرك أن نظام طهران في مرحلة رسم سياسة خارجية جديدة, لا تخرج عن سقف تطلعاته الاقليمية لجهة بسط نفوذه ومد يده إلى المتوسط, لكن مع الاعتراف ضمناً بأن هناك أثماناً حان وقت دفعها. سلاح الحزب الى ذلك, يدرك "حزب الله" أن سلاحه بات جدياً على طاولة المفاوضات الجارية على أكثر من صعيد بشأن ترتيب أوضاع المنطقة, من سوريا إلى العراق وصولاً إلى الملف النووي الإيراني, كما يدرك أن نظام طهران في مرحلة رسم سياسة خارجية جديدة, لا تخرج عن سقف تطلعاته الاقليمية لجهة بسط نفوذه ومد يده إلى المتوسط, لكن مع الاعتراف ضمناً بأن هناك أثماناً حان وقت دفعها. ونسبت "السياسة" الكويتية إلى مصادر مطلعة أن خطابات قادة "حزب الله" النارية, من خطاب رئيس كتلته النيابية محمد رعد "الهستيري" الأسبوع الماضي إلى خطابي الأمين العام حسن نصر الله, تهدف إلى توجيه رسالة "لكل من يهمه الأمر" أن الساحة اللبنانية لن تكون جائزة ترضية لأي من الخاسرين على طاولة المفاوضات, مشيرة إلى أن الحزب يخشى صفقة إيرانية - دولية تفضي إلى تقويض نفوذه وإنهاء هيمنته وسطوته في لبنان. فترة عصيبة وأوضحت أن الحزب يمر بفترة عصيبة ويتحسب لإمكانية أن تؤدي التفاهمات المتوقعة بين إيران والولايات المتحدة إلى رسم خريطة جديدة لتقاسم النفوذ في المنطقة, لا يكون فيها لاعباً أساسياً, وبالتالي فهو يسعى إلى إبقاء "الستاتيكو" القائم في لبنان وعدم السماح بتشكيل حكومة جديدة, ليقينه بأنها ستشكل عامل ضغط كبيرا عليه للانسحاب من المستنقع السوري. وأضافت المصادر: إن الحزب يعارض أي تمديد للرئيس ميشال سليمان بعد انتهاء ولايته, إلا أن الحزب رغم ذلك قد يجد نفسه مضطراً للسير بخيار التمديد, إذا توافقت عليه الدول العربية والاقليمية والغربية كخيار وحيد في ظل بقاء الحال في سورية على حالها حتى الربيع المقبل وعدم نضوج التفاهمات الاقليمية. وتضيف المصادر: إن أكثر ما يخشاه الحزب, لجوء سليمان مع الرئيس المكلف تمام سلام إلى تشكيل حكومة "أمر واقع" رغم يقينهما بأنها لن تحصل على الثقة في المجلس النيابي, بهدف تحويلها إلى حكومة تصريف أعمال تتولى السلطة بدل حكومة تصريف الأعمال الحالية, إذا تعذر انتخاب رئيس للجمهورية بحلول الصيف المقبل. وأشارت المصادر إلى أن الحزب مطمئن "مرحلياً" إلى أن سليمان وسلام لن يقدما على هذه الخطوة, أقله في الفترة القليلة المقبلة, خشية ارتدادتها الخطيرة على الساحة الداخلية, إلا أنه يخشى احتدام المواجهة الاقليمية على خلفية الحرب السورية, الأمر الذي سيدفعهما للجوء إلى هذا الخيار, لمنع قوى "8 آذار" من أخذ لبنان "رهينة" في حال انتهت ولاية سليمان, في ظل حكومة تصريف الأعمال الحالية. ويحاول "حزب الله" الذي يستفز خصومه بالإيحاء بأنه "منتصر" وأن عليهم القبول بالهزيمة, مساعدة قوات النظام السوري في تحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية بهدف تحصيلها على شكل مكاسب سياسية لاحقاً, قبل أن تأتيه الأوامر من طهران بالانسحاب من سورية, ربما خلال أو بعد مؤتمر "جنيف 2" الذي تسعى الدول الكبرى إلى عقده قبل نهاية العام الجاري, وهو ما ألمح إليه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف, حين أكد الأسبوع الماضي, استعداد بلاده لدعوة "جميع الأطراف الأجنبية" للخروج من سوريا . كما يخشى الحزب, تضيف المصادر, أن يكون سلاحه بات على طاولة المفاوضات بين إيران والغرب, وأن يكون قص أجنحة طهران الإقليمية هو أول نتائجها, سيما في ظل وجود قراءة سياسية تفيد أن التفاهمات الغربية - الإيرانية والأميركية - الروسية بشأن المنطقة لن تقتصر على النزاع السوري أو الملف النووي الإيراني, بل ستؤدي في النهاية إلى "إنهاء" الصراع العربي - الإسرائيلي وطي صفحة الحروب من خلال تسوية سياسية, وبالتالي تصبح ورقة سلاح الحزب بيد إيران "منتهية الصلاحية".