مع النشاط الملفت هذه الأيام لإعلانات التشهير بالتجار الغشاشين الذين أدينوا بأحكام قضائية نهائية، ومع تنوع الأنشطة المضبوطة والأصناف المغشوشة، التي طالت الدقيق والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية والمفروشات والإطارات ومستحضرات التجميل وأدوات التنظيف والبانزين والمواد البترولية المخالفة، إضافة للمخالفات الأخرى المرتبطة بالتخفيضات الوهمية والتستر التجاري، نجد أنفسنا نحن المواطنين المستهلكين أمام حرب شعواء يشنها ضدنا مع سبق الإصرار والترصد أغلب الباعة الوافدين بمعاونة بعض التجار الطماعين والخونة ! فوق الأسعار المرتفعة والتخفيضات الوهمية، نحصل نحن المواطنين بفعل طمع وجشع الباعة الوافدين على منتجات غذائية واستهلاكية مغشوشة، وكأننا بنظرهم لسنا أوادم، وإنما فئران تجارب، خلقنا بهذه الحياة لنعيش بمختبراتهم التجارية، نتجرع آخر اختراعاتهم المبتكرة الساعية لزيادة أرصدتهم المالية وتخفيض نسل مجتمعاتنا البدائية ! لقد جربوا فينا كل أنواع الغش التجاري، ولهذا عليك أن تحذر عزيزي المستهلك قبل أن تظلم المستهلك الآخر وتتهمه بالتقصير معك، لا تزعل على صاحبك بالعزبة لأنه لم يعد يصنع الكبسة بذات النفس السابق فأغلب المقادير مغشوشة، ولا تثير الشقاق مع زوجتك مدعيا بأن جمالها أصبح باهتا ومرددا بحسرة (أعوذ بالله من العجلة) فأغلب المكياج تقليد، ولا تمد يدك على ابنك متهما إياه بالتفحيط ومسح الإطارات لو قدر ووقع عليه حادث، ولا تلوم نفسك لو (خبط ماطور سيارتك) أو لاحظت أن تانكي البانزين ينتهي سريعا، فكل هذه المنغصات بفعل التجار الغشاشين الذين ضاعفوا من رداءة المنتجات حتى أصبحت غير مطابقة للمواصفات القياسية وغير صالحة للاستخدام الآدمي ! كم أتمنى تغليظ عقوبة الغش التجاري لأن 500 ألف أو حتى مليون ريال السقف الأعلى قد لا تساوي شيئا أمام الأرباح المتحققة للتجار والأضرار المركبة على المستهلكين، وكم أتمنى التركيز بجانب إعلانات التشهير على نفقة الغشاشين المدانين بنشر صور الوافدين المدانين وقرار ترحيلهم وفق النظام إلى بلدانهم بعد إنفاذ عقوبة السجن المحددة من سنتين إلى ثلاثة والتأكيد على عدم دخولهم للبلاد مرة أخرى، وكم أتمنى أن تكون العقوبة التبعية ليست إغلاق المحل سنة بل شطب السجل التجاري نهائيا، وكم أتمنى الحكم بالتعويض بما لا يقل عن 50 ألف ريال لكل مواطن يثبت تضرره من أي منتج مغشوش استخدمه لأن (حياة الناس ما هي لعبة) ! وأخيرا.. أتمنى من باب التوعية المجتمعية زيارة السجون وإجراء مقابلات تلفزيونية مع الغشاشين المدانين، واقترح أن يكون اسم البرنامج (غشاش من الصفر)، وهي القصص التي ستلامس الواقع وتكون أكثر مصداقية ليرتدع من يأتون لبلادنا ويحققون ثرواتهم على حساب صحة ومصالح المواطنين الذين فتحوا لهم قلوبهم قبل أراضيهم، وليتهم وقفوا عند هذه الحرب الدنيئة والخفية بل أعلنوا عداءهم وهم يتصدرون المواقع الإلكترونية ويكيلون الشتائم ويدعمون القضايا الخارجية ضدنا ! [email protected] ajib2013@