فيما واصل الشارع اللبناني التصعيد رافضاً تسميته رئيسا للوزراء، معتبرا أنه مرشح السلطة التي خونت الحراك وتجاهلت مطالبهم، متوعدين بعدم الخروج من الشارع قبل إسقاط دياب ومنعه من تشكيل حكومة السلطة، أكد حسان دياب، أنه سيكون رئيساً لكل اللبنانيين، رافضاً المزايدات ووصفه بأنه «مرشح حزب الله»، مؤكداً أن «حكومته لن تكون حكومة حزب الله والحكومة الجديدة ستكون حكومة إنقاذ يساهم فيها كل اللبنانيين. والحلول ستكون لبنانية وليست باسمي الشخصي». وقال في لقاء مع قناة «الحدث»، إن السعودية وقفت إلى جانب لبنان في كل المحن، مشدداً على أن حكومته تتطلع لمساعدة العرب والدول الغربية للخروج من الأزمة الحالية. وأضاف دياب «يجب ضمان حماية المتظاهرين في الحراك. أتأسف لتعرض أي متظاهر للاعتداء ولابد من تأمين الحراك، كما يجب الابتعاد عن المناكفات والخلافات السياسية». ولفت إلى أنه يحترم رأي بعض أطراف الحراك التي لا تزال ترفض تعيينه. وقال «سأدعو الحراك للتشاور مباشرة بعد انتهاء الاستشارات، كما سألتقي بمختلف مجموعات الحراك لفهم انشغالاتهم ومطالبهم، وأوافق على المطالب التي يرفعها الحراك». وتابع دياب «الشق الاقتصادي ومكافحة الفساد من أولويات الحكومة الجديدة»، مضيفاً أن «الحريري مستعد للتعاون مع الحكومة الجديدة». وأثار ترشيح حزب الله وحلفائه لدياب موجة استنكار داخلية وخارجية كبيرة، وصفته صحف أمريكية وأوروبية ب«مرشح حزب الله». وحذرت «واشنطن بوست» من أن دياب المدعوم من حزب الله، يخاطر بإثارة اضطرابات سياسية وتنفير الحلفاء الغربيين. وأكدت أن إمكان استمراره ضعيف، إن كان بمواجهة ردة الفعل الشعبية أو رقابة المجتمع الدولي، ورأت أن تعيينه لا يتعارض فقط مع تقليد لبنان في السياسة التوافقية، بل يؤكد أن حزب الله بات أقوى لاعب سياسي في لبنان. وجاءت زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي السفير ديفيد هيل إلى لبنان، أمس (الجمعة)، بعد نحو 24 ساعة من تكليف حسن دياب بتشكيل الحكومة الجديدة. وتزامنت الزيارة مع رفض الشارع لدياب متوعدا بإرغامه على الاستقالة، ومع دعوة الخارجية الأمريكية، الحكومة اللبنانية إلى الإصلاح والمحاسبة، وقالت «طالبنا الحكومة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية ملحة». والتقى هيل أمس الرئيس ميشال عون، إلا أن مصادر أكدت أن لقاءه رئيس البرلمان نبيه بري سيكون الأهم، وأن الموقف الأمريكي لن يكون متهاونا بشأن رفض مشاركة «حزب الله» في الحكومة، وترجح مصادر مقربة أن يكون هيل سلم بري حزمة الشروط الأمريكية المتعلقة بحزب الله، والمرتبطة بعقوبات ستطال رجال أعمال مقربين منه. وقال دياب عقب زيارته رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري أمس، بعد رفض نجيب ميقاتي وتمام سلام استقباله: «نأمل استمرار التواصل والتعاون المستمر»، لافتاً إلى أن «اللقاء مع الحريري له نكهة مميزة بالأمس دولة الرئيس أكد حرصه على البلد والاستقرار، وهذه المواقف تعبر عن رجل دولة». وفِي أول تعليق له لوكالة أجنبية قال دياب ل«DW»، إنه سيؤلف الحكومة خلال شهر أو 6 أسابيع، مبديا سعيه لتشكيلها من اختصاصيين مستقلين مع مراعاة التوازنات لأنها ستكون وجها لبنان. واعتبر وصفها بحكومة «حزب الله» أمرا سخيفا، وتوقع دعما من الأوروبيين والأمريكيين.