ليلة الإثنين الماضي دشنت جريدة «عكاظ» انطلاقتها نحو المستقبل بشعار (أن تكون أولاً)، وهي الجريدة التي تؤكد دوماً أنها تسبق الزمن الصحفي بمراحل حتى إذا لحق بها سارعت إلى الانتقال خطوات مضاعفة، فهي جريدة الوطن، وهي جريدة المليون قارئ، وهي الجريدة التي صنعت معنى للصحف الفردية في الماضي.. هذا القول ليس لكوني أحد محرريها، فقد بدأت الانضمام إليها مع أول سنة جامعية، وبقيت فيها إلى الآن، واعتبر -الآن- أقدم صحفي يتواجد ضمن طاقم التحرير، وهذا يمنحني أحقية أن يطلق على عميد صحفيي الجريدة (طبعاً هذا من باب المداعبة)، خلال مسيرتي الصحفية، ظلت «عكاظ» تتقدم خطوات عن بقية زميلاتها (فلا يغضب عليَّ مسيرو الصروح الإعلامية الأخرى).. عبر السنوات كانت «عكاظ» لا تتثاءب أبداً، فهي يقظة على الدوام، وفي تجديداتها المستمرة كسبت لقب (المليون قارئ) في فترة زمنية سابقة، وقيل عنها الكثير من المدح والقدح؛ لأنها تأتي بما يدهش القارئ حتى أن بعض الخصوم أطلق عليها الصحيفة المراهقة، وكان الرد نعم هي صحيفة شابة لا تركن إلى الدعة أو الثبوت في مكانها، هي دائماً راقصة مع عقرب الزمن، في تدشين ليلة (الإثنين) دشنت هوية عصرية استثنائية معلنة التحدي، وكما قال معالي المستشار تركي آل الشيخ في كلمته إلى ضيوف الحفل (الإعلاميين) إن «عكاظ» جريدة جميلة وأصبحت في زمن جميل (رئيس التحرير) أكثر جمالاً. ليلة.. كانت عرساً وليست حفلاً، اختلطت فيه الفنون مجتمعة، والوجوه المشرقة إعلامياً واجتماعياً، والفقرات المدهشة. ونحن أهل الدار العكاظي ارتفعت هاماتنا عالياً، ورفعت أجنحتنا وعداً للانطلاق نحو المستقبل «ليس لأنها بحاجة إلى شكل جديد أو ألوان جديدة، بل لأن المرحلة التي نعيشها في عالم الصحافة تتطلب نقلة رقمية جديدة، لمواكبة متغيرات صناعة الصحافة محلياً ودولياً، وهي بذلك تستعين بمخزون وافر من الخبرات المتراكمة لمحرريها وكتابها، تجعلهم أكثر قدرة على الحضور الفاعل من خلال جميع أشكال الصحافة الرقمية».. هل يكفي أن يقول جميل الذيابي هذا القول، أم أنه يؤكد على تميز جريدة «عكاظ» منذ زمنها الماضي إلى مستقبلها القادم؟ هذا القول ستؤكده المواد الصحفية بجميع أشكالها، ف«عكاظ» لم تخذل قراءها منذ انطلاق توهجها. [email protected]