«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا. في ميادين الصحافة.. عاش قلمه وارتقى اسمه في زمن وصف بالصعب، بنى فيه صيت «عكاظ» الصحيفة، من خلال معالجتها لقضايا المجتمع وتلمسها لمطالب القراء وإيصال صوتهم لمن يرتبطون بمشكلاتهم، لذا قيل عنه «إنه نجح في زمن لم ينجح فيه أحد». عبدالله عمر خياط.. الكاتب الصحافي ورئيس تحرير صحيفة عكاظ الأسبق، ألقى مساقط نجاحه وأرق متاعبه من خلال هذه المساحة، من ذلك أنه يتمنى أن ينسى فترات أذى الحاسدين وتنكر الحاقدين، وأن طيور الخجل عادة ما تجثم عليه حين يرى ما لا يليق، واعترافه بفشله في إكمال دراسته نظرا لرسوبه في مادة «الحساب»، وأن غلطة عمره أنه منح مودته لمن لا يعرفون الوفاء، وأنه يحسب لإعلامنا «العنة» أمام الشبق الفضائحي للإعلام الغربي. • من أنت لمن لا يعرفونك؟ عبد من عبيد الله يرجو رحمته ويخشى عقابه. • ومن أنت لمن لا يعرفونك؟ باحث عن الحقيقة.. وطالب معرفة. • كنت تزعم وأنت طفل أن كفك «يحجب الشمس» لماذا؟ إذا كان هناك من يعرفني في طفولتي وقد سمع مني هذا فليحدثني عن موقعي من الشمس يومذاك. • ما النزعة التي اشتهرت عنك زمن طفولتك؟ المرح.. ثم المرح.. ثم الفرح. • هل من أبنائك من يسير على خطى دربك؟ كل ميسر لما خلق له.. وجميعهم تخصص علوم.. هندسة.. وكمبيوتر.. وطباعة. • أين أودع الله الجمال فيك؟ أسأل الله أن يكون في أخلاقي. • أنت ناطق رسمي باسم من؟ باسم القراء الذين يسعدني تواصلهم معي.. والناس الذين يتصلون بي عبر وسائل مختلفة. • يصف محمد عبدالواحد رئاستك لتحرير عكاظ «بأنك نجحت في زمن لم ينجح فيه أحد»، من أين استمددت هذا النجاح؟ بتوفيق الله.. ثم بجهود الزملاء الذين كان كل واحد منهم هو بصلاحية رئيس التحرير فأعطوا جزاهم الله بالخير أفضل ما عندهم. • وما نصيب الصحافيين الأربعة الذين وصفهم عبدالواحد برؤساء تحرير في ما حققت من نجاح؟ نصيب كل من عبدالله الداري، عبدالله الجفري رحمه الله ، علي مدهش ومحمد عبدالواحد هو نفس النصيب الذي أحرزته فكلهم حمل العبء.. وكلهم نال الغنم. • صيت «عكاظ» متى ارتفع في الأفق.. وما وقع الصدى الذي خلفه؟ ارتفع بإقبال القراء عليها يوم صدرت عن مؤسسة عكاظ وكل حرف فيها يعالج مشاكل المجتمع، ويتناول ما يتعلق بالشأن العام ومصالحه. • إذا سلمنا بمقولة عبدالواحد «أنت رجل عكاظ الأول في الزمن الماضي» من من رؤساء تحرير «عكاظ» سار على ذات الدرب ووصل؟ كلهم حاول أن يحقق المزيد من النجاح.. بالقدر الذي تيسر له ليستمر بقاؤها في مقدمة الصحف ولتاريخه. • تطرح عبر مقالاتك هموم الناس وشكاواهم.. ما النبض الشفيف الذي يغذي حبر أفكارك؟ التواصل بالرسائل.. والهواتف.. واللقاءات التي تأتي عفوا.. أو من خلال المناسبات. • متى تحتفل بيوبيلك الذهبي في الصحافة؟ لقد مضى عليه ثلاث سنوات.. فقد بدأت العمل في الصحافة في مكتب «البلاد» في مكةالمكرمة عام 1378ه.. وأحمد الله أنني مستمر في دأبي للسعي وراء الخبر الذي بدأت العمل الصحافي من خلاله. • دروب حياتك كانت معبدة بالحرير والورد أم بالهموم والعرق؟ من خلال الكفاح والعرق استطعت أن أعيش ولو بعض حين على الحرير وبين خمائل الورود. • سياط النسيان.. تتمنى أن تقع على أي جزء من حياتك؟ على الفترات التي نالني فيها الكثير من الأذى أو الحيف من بعض الحاسدين.. وتنكر الحاقدين. • تتهم إذا رفضت الحديث عن حياتك الاجتماعية بالغرور.. لماذا؟ أحمد الله أن الغرور لم يصادفني في جميع مراحل حياتي. • متى تتظاهر بالضعف والاستكانة؟ في كل لحظة أتوجه فيها إلى رب العزة والجلال. • ومتى تجثم عليك «طيور الخجل»؟ عندما أرى ما لا يليق.. أو أسمع ما لا علاقة له بالأدب. • ما الخطأ الذي مازالت تبعات ارتكابه تلاحقك؟ انقطاعي عن الدراسة لمجرد أنني «أكملت» في مادة الحساب. • هل تقرأ للكاتبات السعوديات؟ أقرأ لهن جميعا في الصحف والمجلات وفي ما يصدر عنهن من مؤلفات.. وأؤكد أنني أقرأ لهن جميعا بدون استثناء. • كاتب تتوجس من سطوره شيئا من الخيفة؟ الأستاذ عبدالله أبوالسمح. • انحلال الوشج الاجتماعي.. كيف نعالجه؟ بالمزيد من جرعات التوعية من خلال خطب الجمعة.. والبرامج التلفزيونية.. وكتابة المصلحين في الجرائد أو المجلات. • أجمل «زيجة» هي بين رجل أعمى وامرأة خرساء.. هكذا يقال.. فما رأيك؟ المهم أن تظلل حياتهم المودة والمرحمة. • الرجل ينهار أمام سلطة المرأة.. لماذا؟ لأنها سيدة البيت الذي هو خيمة السعادة إن ظلله الوفاق. • ما هي غلطة العمر التي وقعت فيها؟ يوم منحت مودتي لمن لا يعرف الوفاء. • النساء يتهمن الرجال بأنهم حساسون للنقد.. والرجال يتهمونهن بأنهن أشد حساسية منهم.. ألسنا متعادلين؟ إذا حصل التعادل مع المرأة فذلك غاية المنى. • متى تقول «نعم» ومتى تقول «لا»؟ نعم لكل عمل وقول صالح.. ولا لكل ما هو منكر من القول وزور. • الصمت أجمل لغات الحب.. كم مرة «تحدثت» بهذه اللغة؟ كثيرا.. وكثيرا جدا وفي مراحل متعددة!. • ظلت شؤون «ما وراء الطبيعة» مؤرقة للفلاسفة.. ألم يؤرقك شؤون «ما وراء الخط الأحمر» فيما تكتب؟ إذا عرف الإنسان قدره عرف القلم حدوده فلا يكون له مع الخط الأحمر أي تصادم. • «ستديو الفن» يخرج للأمة مطربين ومطربات، فهلا عرفتنا على «ستديو الصحافة»؟ كانت «البلاد» حينا من الدهر، حتى جاءت «عكاظ» و«المدينة» في بعض حين من الزمن. • من الذين يقعدون على الطاولة وأقدامهم تركل أقدام بعض؟ المتسابقون في الظلام. • هل أنت نادم على شيء؟ لا أعرف الندم إلا في ما فرطت في جنب الله. • من هم الذين يعيشون في البرج «العاجي»؟ هم الذين قد نسوا أن الزمن دوار!. • ومن يعيشون في «التنكي»؟ هم الذين ماتت فيهم الهمم. • هل تغير طريقة أكل الكتف؟ الكتف يا عزيزي لم يعد كافيا لإشباع من يستهويه الأكل! • ما الذي يجعلك أكثر صبرا «من ذي قبل»؟ ما علمتنيه الحياة من تجارب. • فيما لو ضحكت «هل أنت واثق أن الجميع لا يضحكون عليك»؟ وما الذي يضيرني إن ضحك الناس إن كان السرور بداخلي؟!. • عندما سلم البريطانيون «مقاليد» هونج كونج إلى الصينيين.. بم ذكرك هذا المشهد؟ أن الحياة دول وأن دوام الحال من المحال. • هل تلبس النظارة لأنك تتصف ب«بعد النظر»؟ لا ذا.. ولا الذي قد يخطر ببالك ولكنه الشيب.. فلقد شابت الأعضاء مني ولكني أحمد الله أن روحي في طفولتها! • أريد أن أغوص في أعماق تاريخنا.. فإلى أي الشواطئ أذهب؟ إلى كتب التراث.. وأهل العلم. • أجدادنا فتحوا أبواب التاريخ ونحن لم نستطع أن نفتح نافذة صغيرة.. ما السبب؟ لأنهم كانوا يتطلعون لإضاءة المستقبل، أما نحن فقد شغلتنا الدراهم!. • إذا طوفتك الدنيا بنوائبها.. ماذا تفعل؟ باللجوء إلى الله فلا ملجأ من الله إلا إليه عز وجل. • حين تعلن «بيج بن» الثالثة بعد منتصف الليل.. أين تكون؟ في عز النوم.. بعد ما أكون قد أديت صلاة الفجر ولله الحمد والمنة. • الإعلام الغربي «شبق» إلى الفضائح.. لماذا؟ لأنهم ناس لا يحبون الستر. • أليس من الواجب أن نشكر إعلامنا العربي لأنه يعاني من «عنة» في البحث عن الفضائح؟ الحمد واجب.. والشكر ضروري. • لمن توجه رسائلك.. وماذا تقول فيها؟ إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا عبد الله عمر خياط • كاتب صحافي، رجل أعمال • ولد عام 1355ه (1936م) في مكةالمكرمة. وتلقى تعليمه الابتدائي فيها والمتوسط والثانوي في مدرسة تحضير البعثات، عمل محررا أول في شرطة العاصمة المقدسة (75-1379ه) وسكرتير مكتب جريدة البلاد في مكةالمكرمة (80-1382ه)، مدير مكتب جريدة البلاد في مكةالمكرمة (83-1384ه)، سكرتير تحرير جريدة البلاد عام 1384ه (1964م)، مديرا لتحرير جريدة عكاظ 1385ه (1965م) ثم رئيسا للتحرير من ذي الحجة 1385ه حتى ذي الحجة 1390ه. من الأعضاء المؤسسين لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، عضو مجلس إدارة المؤسسة لأكثر من دورة. تفرغ للكتابة ولمشاريعه الخاصة منذ بداية 1391ه (1971م) حيث أنشأ مجموعة سحر التجارية، التي تضم مطابع سحر، وساهم في شركة تهامة للإعلام والأبحاث والتسويق والنشر، كان عضوا بمؤتمر الصحافيين الثاني الذي عقد في الكويت، عضوا في الوفود الصحفية المرافقة للملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله)، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية 1401ه والجمعية العمومية للغرفة التجارية الصناعية منذ 1410ه، عضو مجلس إدارة شركة اقرو للكمبيوتر منذ تأسيسها في باريس عام 1404ه (1984ه)، ينشر له عمود يومي في جريدة عكاظ بعنوان (مع الفجر) منذ 1384ه (1964م). له عدة مؤلفات منها: المدمن وأنا، هيروين على الشفاه، جواهر اللآلئ للمتنبي الرسول وخلفاؤه، النصر نحن صنعناه، محمد عمر توفيق، النزاهة الشامخة، صحافة الأمس والغد. • اختير رئيسا شرفيا لمجلس إدارة رابطة الأدب الحديث في القاهرة 1412ه (1992م)، تلقى درعا من معهد الدراسات التاريخية الأمريكية بمناسبة اختيار المعهد له رجل عام 1991م لمؤلفاته المتميزة.