لايزال التناقض والارتباك يهيمن على مواقف وتصريحات مسؤولي نظام الملالي إزاء الاحتجاجات التي زلزلت إيران، فالرئيس والمرشد والحرس الثوري زعموا أنها «حرب ومؤامرة كبرى من الأشرار»، إلا أن مجمع تشخيص مصلحة النظام أقر بخطورة ما جرى، معترفاً بأن الإصلاحات الاقتصادية باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى. وحذر الأمين العام للمجمع محسن رضائي، من أنه إذا لم نجرِ إصلاحات في النظام الاقتصادي، علينا أن نتوقع انهياراً للعملة، مرجحاً في تصريح مساء أمس الأول أن تصل قيمتها إلى 25 ألف تومان مقابل الدولار الواحد. ومع تفاقم الغضب بسبب رفع أسعار البنزين، قدم نحو 50 عضواً في البرلمان اقتراحاً ربما يقود إلى الإطاحة بوزير النفط بيجن زنغنه. ونقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء عن عضو الهيئة الرئاسية للبرلمان أمير آبادي فراهاني قوله «تلقت الهيئة الرئاسية طلبا باتخاذ إجراء مع زنغنه بشأن مسائل عديدة منها... ارتفاع أسعار البنزين». من جهتها، كررت الخارجية الإيرانية أمس (الإثنين) مزاعم رددها مسؤولو النظام خلال الأيام الماضية باتهام الولاياتالمتحدة بأنها وراء من وصفتهم ب«المشاغبين». واعتبر المتحدث باسمها عباس موسوي، أن الاحتجاجات كانت نتيجة تدخلات الأجانب. وأضاف: نعتبر الدعم الأمريكي للمشاغبين تدخلاً في الشؤون الداخلية، وألمح إلى ضرورة تحمل الدول الأجنبية التي تدخلت في الاحتجاجات مسؤوليتها. في غضون ذلك، كشفت تقارير المنظمات الحقوقية، اكتظاظ المعتقلات والسجون بالمتظاهرين في مختلف المحافظات، وعبر رئيس مجلس بلدية الري جنوبطهران حسن خليل أبادي، عن قلقه من أوضاع المعتقلين في سجن «فشافويه»، مؤكداً أنها صعبة للغاية، بحسب ما نقلت وكالة عنه «إيلنا». وأكد أن السجن يفتقر لأبسط الإمكانات اللازمة، حتى أن موظفيه يشكون من الظروف الصعبة هناك، فكيف بالسجناء؟. ولفت أبادي إلى أن معتقلي الاحتجاجات يتم احتجازهم إلى جانب سجناء الجرائم الخطرة ما يزيد من تعقيد الأوضاع. وأكدت منظمات أن العديد من معتقلي الاحتجاجات يتعرضون للتعذيب للحصول على الاعترافات القسرية.