عادت الأمور في لبنان إلى المربع الأول بعدما سحب محمد الصفدي اسمه من التداول كمرشح لرئاسة الحكومة، ولكن الأخطر هو عودة السياسيين إلى التراشق وإلقاء المسؤوليات على بعضهم دون أي اكتراث بما يحدث في الشارع الذي يغلي بدخول انتفاضته شهرها الثاني، ما دفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى إطلاق مناشدة جديدة للمسؤولين بألا يزدروا بانتفاضة الشباب، محملاً إياهم مسؤولية ما وصلت إليه البلاد. وقال البطريرك للسياسيين: «الشعب هو مصدر سلطتكم، لا تزدروا بانتفاضة الشباب السلمية والحضارية والمجرّدة من أي سلاح، لا تسيّسوها فالشباب سئموا ويريدون سياسة شريفة لم تمارسوها أنتم فأوصلتم البلاد إلى الإفلاس والانهيار». من جهته، قال عضو الكتلة العونية النائب حكمت ديب : «إن الدعوة إلى الاستشارات تتم بعد التفاهم على اسم رئيس الحكومة، وأضاف: «لسنا عاجزين عن التوافق ولا نريد البقاء في دوامة الطرح والرفض، فالوضع الاقتصادي والنقدي ضاغط وليس لدينا ترف إضاعة الوقت». وأضاف النائب سيمون ابي رميا: «لا زلنا نشهد سلسلة من المناورات في الموضوع الحكومي والحريري مسؤول عن هذا الواقع لأنه يعرف أنه لا يمكن تخطي الواقع السياسي، والحل الوحيد المتاح هو حكومة تكنوسياسية». في حين اتهم نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ، جبران باسيل باستعمال رئاسة الجمهورية كدرع أمامه ليلعب لعبته السياسية. وتساءل «أين رئيس البلاد الذي يقبض على زمام الأزمة؟»، مضيفا: «إذا كان الوزير باسيل يعتبر نفسه حامي المقاومة أمام المجتمع الدولي، عليه إجراء مراجعة جدية لأنه أصبح موضع سخرية. وأكد أن تصرف حزب الله رجعي متقهقر ولا يقبل بالتحولات وكأنه مفسوخ بين أجندتين: لبنانية وإيرانية لا ترى في لبنان شعباً إنما منصة صواريخ».