عندما استضافت روسيا كأس العالم لأول مرة في تاريخ البطولة استثمرت استضافتها بمثالية، مدركةً بأنها ستكون طوال البطولة محط أنظار العالم، ومن المهم أن تظهر بمظهر حضاري وعصري متطور في كل شيء فكان من أهم ما قامت به روسيا تطوير استاد دينامو موسكو والمناطق المحيطة به التي تتواجد في الموقع ذي الأحداث التاريخية في بتروفسكي قلب العاصمة الروسية والتي تعود إلى عام 1782 وتتجسد فيها الثقافة والفن الروسي الفلكلوري، حيث سعت من خلال ذلك لتحسين صورتها أمام العالم، والمفاخرة بإرثها وحضارتها التي ستساهم في جذب السياح إليها بعد ذلك ليصب في مصلحة شأنها السياسي والاقتصادي. اليوم تقدم السعودية الدرعية كمعلم بارز ومنطقة مختلفة للرياضة العالمية ذات إرث وحضارة عربية سعودية تستقطب من خلالها الأنظار في موسم الدرعية الذي يحتضن سباق فورمولا إي، رياضة السيارات الكهربائية الرائدة في العالم، وهو أول سباقات الموسم السادس من بطولة الجائزة الكبرى للفورمولا إي، ونزال العالم للوزن الثقيل في الملاكمة النزال الثأري التاريخي على بطولة العالم للوزن الثقيل بين الملاكمين المكسيكي الأمريكي آندي رويز جونيور، المتوج بألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة ورابطة الملاكمة العالمية ومنظمة الملاكمة العالمية، والبريطاني، الفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد 2012 وكأس الدرعية للتنس الذي من خلاله ستكتب تاريخا جديدا لرياضة التنس في المملكة وسيكون هذا الكأس مصدر إلهام للاعبي التنس ومهرجان الدرعية للفروسيّة الذي سيتنافس فيه الفرسان السعوديون إلى جانب المنافسين الدوليين في الفروسية وقفز الحواجز والذي ستحسب النقاط من خلال المهرجان للتأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020 كل ذلك في أجواء تراثية وتاريخية بنكهة سعودية وفق أعلى المستويات العالمية. الدرعية تمثل رمزاً وطنيا بارزاً في تاريخ المملكة العربية السعودية، هي عاصمة الدولة السعودية الأولى والمنعطف التاريخي في الجزيرة العربية حيث كانت قاعدة السعودية ومقر الحكم والعلم، ومن هذه القيمة التاريخية المرتبطة بأساس المملكة ستكتب هذه الأحداث الرياضية رسالة للعالم ليكون جزءًا من التاريخ السعودي الذي نفخر ونباهي به. فالسعودية برؤيتها الجديدة تراهن على قوتها البشرية الشابة وتاريخها وتنوع طبيعتها المميزة في العالم وتستثمر ذلك من خلال مثل هذه المناسبات العالمية واستقطابها لتعانق العالم. نحن بحاجة لأن نستوعب بأن السعودية تعبر في هذه الفترة نحو المستقبل واعتقاد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط نابع من ثقة قائد يرى المستقبل بنظرته الثاقبة. أخيراً الرسائل من خلال الرياضة تصل سريعاً، لذلك تحتاج للاتقان، تحد كبير يجيده الأمير البطل عبدالعزيز بن تركي الفيصل رجل السرعة والتحديات من خلال قيادته لموسم الدرعية.