في مجتمعنا السعودي، نتحدث عن رؤية السعودية 2030، ونرى شعاراتها في كل مكان، بل ونعمل في مؤسساتنا الحكومية على مبادرات لتحقيقها، ولكن البعض لا يعرفون الهدف الرئيسي الذي قامت لأجله الرؤية! طبعاً الهدف الرئيسي للرؤية هو تقليل الاعتماد على النفط إلى أقل من 50% بحلول عام 2030؛ أي أن نتحول إلى بلد ذي طبيعة إنتاجية وليس استهلاكية فقط، ولن يحصل هذا إلا بإيدي وعقول أبنائه بعد توفيق الله، فنتحول إلى مجتمع منتج صناعياً وتجارياً وسياحياً ومعرفياً إلخ. ولذلك نستعرض القصة من البداية ونفهم المقصود بالرؤية التي أعلنت في المملكة العربية السعودية في إبريل 2016 ويقودها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. الرؤية (Vision) هي الحالة التي نرغب في الوصول إليها بعد فترة من الزمن (سنوات) وتُعمل للكيانات (دول - مؤسسات - أفراد)، فمثلاً أي شخص يحلم في الوصول إلى مستوى علمي أو مهني أو ثقافي معين فهذا يعني أن لديه رؤية، وإذا رسمنا الجسر الذي سيؤدي بهذا الكيان للانتقال من الوضع الحالي إلى الوضع المستقبلي (الرؤية) فنكون قد أنشأنا «خطة استراتيجية». تشمل الخطة الاستراتيجية رؤية مستقبلية نريد تحقيقها في تاريخ معين (بعد سنوات) نترجمها على شكل أهداف استراتيجية يتم تفصيلها على شكل أهداف ذكية (SMART) قابلة للتحقيق والقياس، ثم ننشئ مبادرات (مشاريع) لتحقيق هذه الأهداف. رؤية السعودية 2030 تقوم على 3 محاور رئيسية وتشمل أكثر من 90 هدفاً استراتيجياً وتم إنشاء أكثر من 500 مبادرة لتحقيق هذه الأهداف (تخضع الرؤية للمراجعة دورياً والتعديل عليها بحسب الحاجة - انظر الموقع الرسمي للرؤية للاطلاع على آخر التفاصيل). نريد أن نتحول إلى دولة كبرى اقتصادياً وصناعياً ومعرفياً وتجارياً وسياحياً وثقافياً وهذا لا يقوم إلا بوجود مجتمع متعلم واعٍ مثقف صحيح بدنياً وعقلياً ونفسياً؛ ولذلك قامت برامج الرؤية ومبادراتها. ولابد أن نتفق على أن استمرار الاعتماد على مصدر واحد وهو النفط الذي هو قابل لفقد قيمته في أي وقت إما بالنضوب أو باكتشاف البدائل في أي لحظة أو بنزول أسعاره إلى مستويات متدنية كما هو حاصل منذ 2014 لهو مخاطرة كبيرة جداً لا تتحملها الدول -انظروا حالة فنزويلا البلد الغني بالنفط- ولذلك تقوم القيادات الواعية المستشرفة للمستقبل بالتحضير والاستعداد لها مبكرة ولذلك كانت رؤية السعودية 2030.