حينما تتكالب الظروف، وحينما يضيق الخناق تظهر النجوم وتظهر قدرات الأندية، في كرة القدم تحديداً إذا أردت أن تكون في المقدمة عليك أن تنهض وتنتصر على المنافس وعلى الظروف، وهذا باختصار ما فعله النصر ونجومه أمام الهلال في ديربي العاصمة، هذا الديربي الذي بات ماركة مسجلة منذ سنوات باسم «النصر»! - النصراويون باتوا يتخذون أسلوبا خطيرا جدا ومؤلما جدا ومحزنا جدا جدا مع الهلال، فهم في كل مباراة «يقدمون الهلال بالأهداف ويلحقونه» وتكون محصلة المباراة فوزا نصراويا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه على مستوى الدوري يفعلون هذه السياسة، فهم يقدمون الهلال بالنقاط ومن ثم يقلصونها وتكون النتيجة بطولة نصراوية. - أعود للديربي الأخير والذي أثبت من خلاله النصر علو كعبه، فعلى أرض الواقع كان الهلال هو المرشح للفوز على اعتبار أنه متصدر الدوري دون أي هزيمة، ومتأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا، ولا يعاني من إصابات، فضلاً عن انهيال المكافآت على اللاعبين، بينما النصر يعاني من تراجع في المستوى، وإصابات بالكوم بين عناصره، فضلاً عن وجوده في مركز متأخر، إلا أن فيتوريا وحمدالله ومرابط «بالتخصص» كانت لهم كلمة مسموعة في الديربي. - فوز النصر أنقذ الدوري من «الموت»، هذه حقيقة يجب أن نستوعبها جيداً، فالنصر يلحق بالهلال أول خسارة ويعطله ليلحق البقية بالركب، وبالتالي تكون المنافسة محتدمة في الجولات القادمة بدلاً من انفراد فريق واحد بالصدارة وبفارق نقطي كبير. - الموسم الماضي كانت بداية انطلاقة النصر نحو لقب الدوري مباراة الهلال، وأظن أن السيناريو يتكرر هذا الموسم، شرط أن يعي النصراويون أنهم حققوا «المهم» وتبقى لديهم «الأهم» وهو عدم التفريط في الجولات القادمة، والتعامل معها بجدية كبيرة وهمة عالية، فضلاً عن كسب المباراة المؤجلة أمام الفيصلي. - نسيت أن أخبركم، أن أصدقائي البريطانيين لديهم مثل جميل جداً مفاده «من يكسب بسهولة يضيع بسهولة»، وطالما الهلال خلال الجولات الماضية كسب بسهولة مستفيداً من بعض الأخطاء التحكيمية، طبيعي جدا أن يضيع بسهولة حينما يقابل أندية منافسة وقوية في ظل غياب الأخطاء التحكيمية.. وسلامتكم.