نفذ عشرات آلاف اللبنانيين أمس (الأحد) سلسلة بشرية تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها في إطار الانتفاضة الشعبية المناهضة للطبقة السياسية التي لم تتوقف منذ 11 يوماً، في خطوة ترمز إلى الوحدة الوطنية التي تكرست خلال الاحتجاجات العابرة للطوائف والمناطق. وانتشر آلاف الأشخاص على الطرق ممسكين بأيدي بعضهم البعض، في مسعى لأن تغطي السلسلة مسافة تمتد على 170 كيلومتراً من صور جنوباً إلى طرابلس شمالاً، مروراً بساحة الشهداء في وسط بيروت. ويفترض أن تشمل السلسلة البشرية كلّ الساحات التي شهدت مظاهرات منذ انطلاقة الانتفاضة في 17 أكتوبر. وفيما تميزت الانتفاضة بالسلمية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت توترات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يقطعون طرقا رئيسية في العاصمة وخارجها، في محاولة لتكثيف الضغط على السلطة لتنفيذ مطلبهم بإسقاط النظام، في وقت باءت محاولات الجيش فتح الطرق بالفشل. وتجمع المشاركون في مبادرة السلسلة البشرية على طول الطرق السريعة من الشمال إلى الجنوب، ووصلوا إليها سيراً على الأقدام، وبعضهم على الدراجات النارية أو الهوائية. وقالت جولي تيغو بو ناصيف، أحد منظمي المبادرة، «كل شيء بات جاهزاً، لدينا متطوعون على الدراجات النارية يساعدوننا في ملء الفراغات في السلسلة». وأضافت «الفكرة خلف هذه السلسلة البشرية هي أن نظهر أن لبنان من شماله إلى جنوبه يرفض الطائفية». وأضافت «نريد تعزيز شعور الوحدة الوطنية الذي بدأ يظهر في لبنان خلال الأيام العشرة الماضية». وعبّر إيلي عن استيائه بالقول «ثلاثون عاماً والأشخاص نفسهم في الحكم».