بيروت - أ ف ب - يحول اللبناني جهاد ناصيف (28 سنة) السيارات والدراجات والشاحنات قطعاً فنية ولوحات متنقلة من الرسوم والمنحوتات. ويتزايد الاقبال يوماً بعد يوم على «فن الشارع» النادر الذي يزاوله، رغم ان كلفة كل «قطعة» تبلغ آلاف الدولارات. وحول ناصيف مثلاً غطاء خزان وقود إحدى الدراجات النارية وحشاً بعينين مضيئتين. أما آخر انجازاته فتحويله شاحنة صغيرة معبداً رومانياً يبدو وكأنه محفور في الصخر، يحرسه جنديان رومانيان يحملان مشعلين، وفي وسط ساحته أسد تشده بجنزير جندية رومانية. وكل جانب من جوانب الشاحنة الأربعة لوحة قائمة بذاتها. ويطغى على هذه اللوحات المستوحاة من الاساطير اليونانية، اللون البني بتدرجاته وكذلك الأسود. ويقول ناصيف: «ان العمل على هذه الشاحنة استغرق حوالى 6 شهور، وبلغت كلفتها 15 ألف دولار. اما الدراجة النارية مثلاً. فكلفتها لا تتعدى الخمسة آلاف دولار عادة». ويرسم الفنان الشاب ساعات في مستودع تحت الارض حوله محترفاً يحتضن عدته. ويقول إن الرسم بالنسبة إليه «فشة خلق ومتعة حقيقية». ويشرح ناصيف انه، بمقصه الكهربائي، يبدل معالم الدراجة النارية او السيارة لتصبح مادة مطواعة بين يديه، يسقط عليها خياله. ويستخدم مادة الراتنج السائلة (الصمغ السائل) في تنفيذ اعماله، موضحاً انها «تصبح صلبة بعد مزجها بمحلولين، احدهما ايجابي والآخر سلبي». ويضيف أنه يستعين أيضاً بمواد اخرى كالحديد والفلين واحيانا الجص. ولتلوين منحوتاته ورسومه، يستعمل ناصيف الفرشاة الهوائية «التي تتميز بأنها تمزج الالوان وتتيح تنفيذ الخطوط البالغة الدقة والرفيعة جداً». لم يدرس ناصيف فن الرسم في اي معهد أو جامعة. ويروي أن الفرشاة الهوائية رفيقته منذ صغره، ويتذكر أنه في الخامسة عشرة من عمره، رسم للمرة الاولى على دراجة نارية وتقاضى أجراً لقاء ذلك. وتدريجاً جعل هذا النمط من الرسم مهنة له. ويقول إنه رسم الى اليوم على أكثر من 100 دراجة نارية و8 شاحنات صغيرة، ونفذ مشاريع أخرى.