حسم الجدل حول مصير مدينة منبج الإستراتيجية الواصلة بين شرق وغرب الفرات، بسيطرة قوات النظام السوري أمس (الثلاثاء) عليها بشكل كامل، بعد انسحاب القوات الأمريكية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، التي أكدت أن الشرطة العسكرية الروسية تسيّر دوريات على خط التماس بين الجيشين السوري والتركي شمال سورية. فيما أعلن النظام نشر قواته في منبج بريف حلب الشرقي، بعد يوم من محاولات فصائل المعارضة والقوات التركية بسط سيطرتهم على المدينة، في إطار عدوانها على شرق الفرات. وتمكنت قوات سورية الديموقراطية (قسد) من استعادة مدينة رأس العين الحدودية بعد معارك ضارية مع الفصائل المعارضة والجيش التركي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن القوات التركية كثفت القصف المدفعي على رأس العين. ولفت إلى أن اشتباكات عنيفة تدور من جهة معبر رأس العين والمنطقة الصناعية، وتمكنت «قسد» خلال هجومها المضاد من استعادة السيطرة على كامل المدينة، ليقتصر وجود القوات التركية على منطقة معبر رأس العين، كما استعادت السيطرة على بلدة تل حلف بمحيط رأس العين، وخلفت الاشتباكات قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعلن سعي بلاده لتفادي حصول أي اشتباك بين القوات التركية وقوات النظام السوري. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي تركي وإصابة 8 بعد هجوم بالمورتر شنته قوات كردية من منبج، مضيفة أنه تم تحييد 15 مقاتلا كرديا ردا على ذلك. من جهة أخرى، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أمس، أن منظمات إغاثة دولية أوقفت عملها وسحبت موظفيها من شمال شرقي سورية، محذرة من أن الأوضاع الإنسانية ازدات سوءا وسط انقطاع تام لها. ووصف نائب مدير منظمة ميرسي كور لشؤون سورية مايد فيرغسون ما يحدث بأنه «السيناريو الكابوس». وقال: هناك عشرات آلاف الفارين ولا يمكننا الوصول إليهم، مؤكدا أنهم سحبوا موظفيهم مع اشتداد الحرب. وأحصت منظمة يونيسف وجود 70 ألف طفل بين إجمالي النازحين الذين فروا من منازلهم، مشيرة إلى تعرض 3 مراكز طبية ومركبات تقدّم الرعاية الطبية ومدرسة للقصف.