تسارعت التطورات العسكرية في شمال شرقي سورية، بعد إعلان وزارة الدفاع التركية السيطرة على الطريق الدولي المعروف باسم (إم 4)، فيما أكدت مصادر في المعارضة السورية سيطرتها بالتعاون مع الجيش التركي على مدينة تل أبيض ورأس العين الإستراتيجيتين بعد مقاومة عنيفة من قوات سورية الديموقراطية. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، عزمها نقل 1000 جندي أمريكي من مدينة عين عيسى بسبب الاشتباكات بين قسد والجيش التركي وفصائل المعارضة، وسط توقعات بمغادرة القوات الأمريكية منطقة كوباني إثر اشتباكات في محيط المدينة. وأفادت البنتاغون أمس (الأحد)، أن الرئيس دونالد ترمب أمر القوات الأمريكية بالانسحاب جنوباً وليس مغادرة سورية. فيما قال مسؤول أمريكي إن «مجموعة صغيرة» من القوات الأمريكية تنسحب من قاعدة في بلدة سورية مع تقدم القوات التركية. وكشف 4 مسؤولين عسكريين أن القصف التركي على القوات الأمريكية شمال شرقي سورية كان متعمداً. ولفت المسؤولون إلى أنَّ لدى تركيا طموحات توسعية في سورية أكثر مما تعلنه، كما أنَّ عملية الاستهداف كانت لدفع القوات الأمريكية للمغادرة، بحسب ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس. من جهة ثانية، وصلت تعزيزات عسكرية للنظام السوري إلى مشارف مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، تمهيدا للانتشار بداخلها. وبحسب مصادر مطلعة ل«عكاظ» فإن اتفاقا أمريكيا روسيا جرى التفاهم حوله الأسبوع الماضي، يقضي بدخول الجيش السوري إلى مدينة منبج، وخروج قيادات قوات سورية الديموقراطية لتجنيب المدينة القتال، لافتا إلى أن منبج ستكون خارج دائرة الصراع التركي الكردي. بدورها، نقلت وكالة (سبوتنيك) عن مصدر ميداني، قوله: إن هذه التحركات تأتي بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين روسيا وسورية من جهة، وروسيا والولايات المتحدة و«قسد» من جهة ثانية. ولفت المصدر إلى أن «الاتفاق يتضمن انتشار وحدات جيش النظام السوري مع أسلحتها الثقيلة والمتوسطة في منبج، ورفع العلم السوري فوق المراكز الحكومية داخل المدينة ومداخلها ومخارجها». من جهة ثانية، أكد مسؤول كردي في «قسد» لمجلة «نيوزويك»، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب لم تبلغ المقاتلين الأكراد عن قرارها سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سورية. وذكر المسؤول أن المقاتلين الأكراد، وهم الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في هذه الحرب، علموا من «تويتر» بقرار سحب القوات من منطقة العملية التركية في شرق الفرات وعدم التدخل في الصراع، مؤكدا أن هذه الأنباء استدعت حالة من الصدمة لدى القيادة الكردية.