جرب أن تبتسم صباحاً، لن يأخذ أحد منك شيئاً، ستحرك عضلات وجهك، ويندفع هرمون السعادة إلى جسمك، وتتضاعف سعادتك حينما ترى الآخرين يبتسمون أيضاً ويبادلونك التحية. هذه الابتسامة بلا شك تسبقها «فكرة» تعني «أنني اليوم سعيد» وفضائي رحب وواسع، وهوائي نقي، وقهوتي رائعة. نحن أحياناً نصنع الكآبة بأنفسنا، نصحو صباحاً فبدلاً من أن نسعد بيوم جديد نبدو كئيبين لعوامل كثيرة، أهمها نمط التفكير والحياة، وتعاطينا السلبي مع الوقت المخصص لراحة أجسادنا وعقولنا، وذلك حتماً يصنع الكآبة، لكننا نستطيع أن نمحوها ب«فكرة» تبعث السعادة. فكر، قبل أن تذهب إلى عملك، ما الذي يجعلني اليوم سعيدا، لا يوجد إنسان تعيس بشكل كلي، حتى أتعس الخلق له في بعض الحكايات سعادة، قد تكون أحيانا غامرة. هي مجرد فكرة إيجابية تستدعي أخرى وتتوالى وستجد أن اليوم هو أسعد أيامك وأفضلها. العقل، هو المعمل الذي نصنع فيه مشاعرنا، الأفكار هي التي نبدأ بها رحلة السعادة، استدعاء الإيجابيات في حياتنا والتفكير بها يحدث تأثير كبير وفعال على الإنسان. ففي لحظة قد تجد شخصا يبتسم ويضحك، وتبدو عليه علامات الفرح والارتياح، لأن جسمه يستجيب لما يدور في عقله من أفكار جميلة وسعيدة، وبالتالي ينعكس على ذاته ويبدو في وضع رائع. لا تتخلى عن سعادتك، لا تسمح للأفكار السلبية أن تفسد بداية يومك، أترك مساحة بيضاء أمامك ولونها بكل ما هو جميل، وأعط للتفاصيل الرائعة فرصة لتجري في عقلك، عش داخلها وافرح بها وتناولها كل صباح. لا تقلق على شيء، لا تستبق الأحداث، لا ترى الحياة بغير النظارة البيضاء، إياك أن تستمع إلى المتشائمين، أعرض عن كل ما يعكر صفو يومك، ولا تبدأ صباحك إلا بالأشياء التي تحبها استمتع بها كثيراً. تعود على الابتسامة للجميع، بادل من تراه التحية والكلمة الطيبة، واسأل عن صباحات من حولك، فهي مفتاح اليوم السعيد، ولا تنسى أن «الكلمة الطيبة» صدقة. كل إنسان لديه أشياء جميلة وإيجابية تحتاج أن ينظر إليها كل يوم، وأن يعيشها كل صباح، ليفرح ويبتسم ويرى ألوان الحياة. الجمال يسكن نفوسنا يحتاج إلى من يستدعيه ويجعله حاضراً في يومه. الجمال في كل شيء حولنا، وفي عقولنا. قبل أن تفتح خزانة الذكريات السعيدة تذكر بعض أيامك القريبة، أو ربما لحظتك الحالية التي جرت أو تجري فيها لحظات سعيدة، حفز «هرمون السعادة» على العمل وأدفع بنفسك نحو فضاء الفرح، كلما تعودت على التحليق بعيداً عما يعكر صفوك، فستتعود على هذا، ويصبح تلقائياً، كبعض الأحاديث والأفكار السلبية التي تعودنا أن نتناولها في عقولنا كل لحظة، وتبدد المشاعر الجميلة، وتدفعنا إلى الاعتقاد بأن كل شيء سيء ولا نستطيع إصلاحه. تذكر، أن السعادة تبدأ أولاً من عقلك، ثم تنعكس على تصرفاتك، ولا تنسى أن «التفكير ليس مجرد شيء يحدث لك تلقائياً، بل شيء تقوم بفعله»، شخصياتنا تتشكل من أفكارنا.