ينتمي الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة إلى فئة غالية وعزيزة على المجتمع وهم جزء لا يتجزأ منه، وتولي الدولة جل اهتمامها بذوي الإعاقة، إضافة إلى ما تبنته رؤية المملكة 2030 من مبادرات تدريبية وتأهيلية أشار عضو مجلس الشورى الدكتور ناصر الموسى إليها في تصريحه لوكالة الأنباء السعودية ومن أهم حقوقهم أن يحصلوا على التعليم والدعم النفسي والاجتماعي والسلوكي والمهاري ليتمكنوا من التقدُّم والنمو. المعلمون المتخصصون في أنواع معينة من الإعاقات والاضطرابات أفضل مَن يُقدِّم ذلك من خلال العمل التعاوني مع زملاء من تخصصات متماثلة في المدارس العادية أو التي فيها دمج لذوي الإعاقة مع الطلاب العاديين، أو المراكز الخاصة لذوي الاعاقة أو في العيادات، ويعد الإنتاج الفكري المتخصص في مجالات التربية الخاصة مطلبا ملحا لمساندة تلك الفئات المشتغلة بهذا التخصص من معلمين وغيرهم من المهنيين العاملين مع الأطفال والنشء ذوي الاضطرابات والإعاقات ومَن يدعمونهم، مثل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والباحثين. وصدر عن دار جامعة الملك سعود للنشر أخيرا كتابا بعنوان «مقدمة في أصول التربية الخاصة» وهو من الكتب العلمية المترجمة، حيث ترجمه إلى العربية البروفيسورأحمد بن عبدالعزيز التميمي، أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الذي يعد من الخبراء المتمكنين في تخصص «التدخل المبكر» وأسهم بإنتاجه هذا في إثراء المكتبة العربية، علاوة على أكثر من 12 كتابا ترجمها في موضوعات التربية الخاصة، أما مؤلف الكتاب فهو مايكل فاريل Michael Farrell وهو من الخبراء البارزين في مجال التربية الخاصة في بريطانيا الذي تدرج في أعمال تربوية ومهنية واستشارية عدة، وصدر له العديد من المؤلفات التي تمت ترجمتها إلى لغات عدة. وسيجد قارئ الكتاب معلومات مهمة في تاريخ وتطور التربية الخاصة وفلسفتها، بأسلوب مميز ومترابط في تسلسل منطقي يتدرج بالقارئ ذهنيا عبر تلك المحاور ليكسبه رؤية كافية وفهما عميقا للموضوع، تساهم في تعزيز المفاهيم الصحيحة لديه، وتصحح المعلومات المغلوطة أو التي يشوبها النقص والتقادم والانقطاع في ما استجد، ويعد الكتاب كما أشار المترجم في مقدمته العمل الوحيد المترجم إلى اللغة العربية في موضوع أصول التربية الخاصة. كما يتميز بتقديمه رؤية فلسفية مبنية على المرجعية البريطانية الأوروبية وهذا خلاف السائد في مرجعية التخصص التي غالبا ما تأتي من مصادر أمريكية، ولذا فإن طريقة المؤلف في إعداد هذا الكتاب وأسلوبه في الطرح الذي انتهجه أضاف ميزة كبيرة له حيث قدم منظورا مختلفا بعض الشيء عما عهدناه في أسلوب طرح المرجعية الأمريكية. وبناءً على ذلك، فإن الكتاب يقوم بما يلي: • يقدم الجوانب التأصيلية المختلفة للتربية الخاصة؛ كالجانب القانوني، والنفسي، والطبي. • يبين كيف يرتبط كل جانب تأصيلي بالتربية الخاصة. • يبين مجال تطبيق كل جانب من جوانب التربية الخاصة، مع إعطاء أمثلة موجزة لذلك. • يقدم أمثلةً تفصيليةً لتطبيق كل جانب تأصيلي على التربية الخاصة بشكل عام أو على إعاقة أو اضطراب بعينه. واشتمل الكتاب على 13 فصلا تناولت مقومات التربية الخاصة، والأصول القانونية والتصنيفية، والأصول الاصطلاحية، والأصول الاجتماعية، والأصول الطبية، والأصول المستمدة من علم النفس العصبي، والأصول المستمدة من العلاج النفسي، والأصول المستمدة من التعلُّم السلوكي والتعلُّم بالملاحظة، والأصول المستمدة من علم النفس النمائي، والأصول المستمدة من علم اللغة النفسي، والأصول التقنية، والأصول المستمدة من طرائق التدريس.