صعوبات ومشكلات عدة تقف أمام فئة الصم حول العالم، تلك الفئة التي يبلغ عددها في السعودية 720 ألف شخص بحسب إحصاء مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، حكم عليهم ب «العزلة»، إذ لا حديث ولا إشارة، ولا رعاية، بل تفوق مشكلاتهم نظراءهم من الفئة نفسها حول العالم. ليس من المبالغة في القول أن تلك الفئة تعيش «حياة الصمت» في معيشتهم وحتى في حقوقهم، وإن وجدت تلك الحقوق فهي على خجل وبقدرات متواضعة من بعض الجمعيات الخيرية، إذ إن الكثير من الجهات الحكومية والخاصة تتقاذف في ما بينها مهمة رعاية فئة الصم، من دون تحقيق أدنى الواجبات والحقوق من تعليم ورعاية صحية. بعد عامين ونصف العام من البحث العلمي والعملي، وجد الطالب محمد سراج بكري منفذاً جديداً لفئة الصم من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعينهم على تحديد اتجاه الصوت من خلال نظارات يرتدونها تظهر إنارات جانبية في عدساتها تلفت أنظارهم إلى مصدر الصوت. ويوضح الطالب في جامعة أم القرى أن النظارات التي ابتكرها خاصة بفئة الصم، تعينهم على تحديد اتجاه الصوت، وذلك بعد ملاحظته المشكلات التي تواجه الأصم في تحديد مصادر الأصوات الموجهة إلى مسامعه من الجهات الجانبية، «لا سيما وأن نظره غالباً ما يكون متجهاً إلى الجانب الأمامي». وقال بكري: «فكرة النظارات التي ابتكرتها تتلخص في عملها بواسطة ميكرفونات صغيرة موزعة على جانبي النظارة وخلفها، إذ إنها تضيء من الجهة التي ينبعث منه الصوت»، مشيراً إلى أن النظارة تسهم بشكل كبير في زيادة ثقة الصم بأنفسهم أثناء سيرهم في الطرقات العامة، كما أنها تقلل من حوادث السير، إذ يمكن لهم تحديد مكامن الخطر بطريقة واضحة. وعن الاختراعات المشابهة، يفيد بكري بأنه توجد سماعة مقوية للصوت يستخدمها الصم، إلا أنه لا توجد نظارة تحول الصوت إلى ضوء على طريقة ابتكاره، لافتاً إلى أنه يتم حالياً العمل على التواصل مع عدد من الجهات لتبني الابتكار، وذلك بعد تسجيله كبراءة اختراع، وطرحه في الأسواق لاستفادة فئة الصم منه. ويبلغ عدد فئة الصم والبكم في السعودية نحو 720 ألفاً وفقاً لآخر إحصاء أعلنته وزارة التخطيط السعودية، كما أنها تعاني من قلة المترجمين ممن يجيدون لغة الإشارة، واختلاف في المنهج الموحد للغة الإشارة في السعودية، إضافة إلى ضعف الرعاية الصحية التي يستحقونها. وتعد خطوة وزارة الخدمة المدنية في تخصيص مكافأة بمقدار خمسة في المئة على الراتب للموظف المتقن للغة الإشارة في الجهات الحكومية، التي لها علاقة مباشرة بفئة الصم والبكم، أولى الخطوات في تعديل المسار للاهتمام بتلك الفئة، وفتح الباب أمام الجهات الحكومية الأخرى للعناية بتلك الفئة والاهتمام بها بشكل أكبر. «جمعية أمراض التخاطب» تناقش «طيف التوحد» { جدة - «الحياة» تناقش الجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب اضطراب طيف التوحد، للتعرف على آخر الأبحاث العلمية والطرق العلاجية الجديدة، وبرامج دعم أسر أطفال التوحد، وذلك خلال الندوة العلمية ال16 للاضطرابات التواصلية المنعقدة غداً في مركز جدة للنطق والسمع. وتحوي الندوة العلمية المعتمدة كساعات تعليم طبي من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، محاضرة بعنوان «فهم اضطراب التوحد ضمن السياق الثقافي للمجتمع والعوائق المستترة والمؤثرة على التشخيص والعلاج»، التي يقدمها الاستشاري النفسي الدكتور محمد القحطاني، كما تتخلل الندوة ورشة عمل عن «دور التقييم السمعي في تشخيص وعلاج أطفال طيف التوحد»، ينفذها مدير قسم السمعيات بمركز جدة للنطق الاستشاري مالك أبوصفية، وتهدف الورشة إلى الاطلاع على البحوث التي تشير إلى السمات السمعية المميزة لأطفال التوحد والتأخر النمائي، ومناقشة تحديات تقييم السمع وفهم الاستراتيجيات المتبعة من اختصاصي السمعيات لفحص أطفال التوحد والتأخر النمائي. كما تتضمن الندوة ورشة عمل تقدمها المعالجة السلوكية منى الحداد بعنوان «نظرة على استخدام النسخة الجديدة من مقياس تشخيص الاضطرابات الذهنية لتشخيص اضطرابات طيف التوحد»، التي أصدرتها الجمعية الأميركية للعلوم النفسية، وتستعرض الورشة أهم مكونات المقياس الجديد، والغرض من استخدامه بالتركيز على نظام تصنيف وتشخيص اضطرابات طيف التوحد.