أجهضت طهران مبادرة «الوساطة الفرنسية» رغم الإغراءات المالية الكبيرة التي تضمنها عرض الرئيس إيمانويل ماكرون والبالغة 15 مليار دولار، ورفض رئيس نظام الملالي حسن روحاني أمس (الثلاثاء) إجراء مفاوضات ثنائية مع الولاياتالمتحدة، وحذّر من أن بلاده ستخفّض كما كان مقرراً، التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ما لم يحصل اختراق في المحادثات مع الأوروبيين في غضون يومين. وقال روحاني في جلسة برلمانية بثت على الهواء مباشرة: إن بلاده لن تجري مطلقا محادثات ثنائية مع الولاياتالمتحدة، لكن في حالة رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها فقد تشارك حينئذ في محادثات متعددة مع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015. وأضاف «لم يُتخذ قط أي قرار بإجراء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة، وكانت هناك عروض كثيرة بإجراء محادثات لكن ردنا سيكون دائما الرفض». وتابع «إذا رفعت أمريكا كل العقوبات، يمكننا كما حدث من قبل أن ننضم إلى محادثات متعددة الأطراف بين طهران وأطراف اتفاق 2015». وبدأت طهران بتجاوز بعض التزاماتها في الاتفاق، ورفعت مخزونها من اليورانيوم المخصّب إلى ما فوق العتبة المحددة وزادت أنشطة التخصيب إلى مستوى يحظّره النصّ (أكثر من 3,67%). وأفصحت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إيران رفضت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تفتيش مستودع في طهران، يُشتبه في أنه يحتوي على مواد مشعة ومعدات إنتاج أسلحة نووية. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم أمس (الثلاثاء): إن طهران ترفض الإجابة عن الأسئلة المهمة التي أثارتها الوكالة الدولية بشأن المستودع. وذكر التقرير أن إيران تزعم بأنها فككت الموقع في طهران الذي كان يستخدم لتخزين المعدات والمواد النووية المستخدمة خلال تطوير الأسلحة في الماضي. ووفقا للصحيفة، فإن هذه هي المرة الأولى التي ترفض فيها إيران التعاون مع الوكالة الدولية منذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في يناير 2016. من جهته، حذر المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس، من أن طهران قادرة على استئناف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20% في غضون يومين.ويعتبر تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20% مرحلة وسيطة مهمة على طريق الحصول على يورانيوم انشطاري بنسبة نقاء 90%، وهي ما يلزم لصنع قنبلة. ومن جهتها، فرضت أمريكا عقوبات جديدة على برنامج الفضاء الإيراني، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران باستخدام برنامج إطلاق تجارب الفضاء غطاء للمضي قدماً في برامج الصواريخ البالستية، وأن هذه العقوبات بمثابة تحذير للمجتمع العلمي الدولي من أن التعاون مع برنامج الفضاء الإيراني يمكن أن يسهم في قدرة طهران على تطوير نظام لإيصال الأسلحة النووية. وأكدت على لسان وزارة خارجيتها في بيان أمس (الثلاثاء)، أنها فرضت عقوبات على وكالة الفضاء الإيرانية و2 من معاهدها البحثية، وهذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات على وكالة الفضاء المدنية الإيرانية للأنشطة التي تعزز برنامج الصواريخ البالستية.