في جريمة بشعة تم رصدها من خلال كاميرا منزل المقتول.. وحكاية تلك الجريمة كما حملها مقطع الفيديو: أنها جريمة غدر أدت إلى إحداث قتل شنيع بسبب لعبة (البوبجي)، حيث كان القاتل (20 عاما) والمقتول (19 عاما)، حيث اغتاظ القاتل من صاحبه لأنه هزمه في اللعبة الإلكترونية مرتين، فقال -وفق الخبر المرافق للمشهد-: ذبحني مرتين في اللعبة ولازم آخذ حقي! هذه الحادثة (وقبلها حوادث كثيرة) تعيد إلينا خطورة الألعاب الإلكترونية وما تحدثه في نفسية الأطفال والشباب، ولم يعد كافيا التحذير المصاحب لأي لعبة بأنها لا تمارس إلا لمن هم فوق 18 عاما، فالقاتل والمقتول أكبر من هذا العمر. ولعبة (البوبجي) صدرت في عام 2017 ومتواجدة على الشبكة الإلكترونية، وتم تحديثها لتكون متواجدة على أجهزة الجوال، وهي لعبة كثيفة العدد وكل لاعب من اللاعبين يهدف أن يكون الناجي الوحيد في اللعبة. و(في بداية كل مباراة يقفز اللاعبون من طائرة بالمظلات على جزيرة دون أن يكون بجعبتهم أي عناصر. بمجرد هبوطهم، يمكن للاعبين البحث في المباني وغيرها من المواقع للعثور على الأسلحة، والمركبات، وغيرهما من المعدات، التي يتم توزيعها عشوائيا في جميع أنحاء الخريطة في بداية المباراة). هذه هي اللعبة التي أودت بقتل شاب لم يفعل شيئا سوى أنه فاز على صاحبه في اللعبة. ونكاد جميعا نغفل عما تحدثه الألعاب الإلكترونية من أخطار نفسية وصحية وأخلاقية، وقد يكون أخطرها جذب الشاب إلى خانة الكراهية، حتى أن بعض تلك الألعاب تعمق كراهية الوالدين والإقدام على قتلهما (داخل اللعبة)، فإذا أدمن المراهق على هذا التحريض وإسقاط مقام الأبوين فإن أي فعل يمارسه الأبوان كتربية أو محاولة كف الشاب عن ممارسة ما هو خارج الأدب واللياقة الأدبية فإن الشاب ليس لديه مانع من التهديد والاعتداء على أبويه. أو جذب الشاب إلى الانتقام من الخصم على أرض الواقع (كما أحدثته تلك الجريمة)، فبدل أن تكون اللعبة قائمة على افتراضيات الهزيمة أو الانتصار تتحول في مخيلة الشاب إلى واقع يجب تثبيته في الحياة الشخصية. نعم، تظهر صعوبة التحكم بما تحدثه الألعاب من خطورة على أبنائنا ولكن ذلك لا يمنع نهوض المؤسسات التعليمية والثقافية والجنائية وتحمل دور مهم من التفقيه بما يحدث للشاب نفسه وكذلك أسرته. نحن في خطر حقيقي وكما نحتاط من الممكن حدوثه علينا أن نحتاط مما لا نتوقع حدوثه.