الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي تطهير للنفس وتزكية لمال المزكي، وهي صلة بين العبد وربه من جهة، وبين العبد والمجتمع، فضلاً عن أن الزكاة مساهمة من الإنسان المسلم لأخيه المسلم الفقير والمحتاج، فإن الأصل أن يقوم المسلم بأداء هذا الركن العظيم ابتغاء مرضاة الله وطلباً لثوابه وخوفاً من عقابه. وللزكاة شروط، وأحد شروطها هو حولان الحول، وهو أن يمر عام هجري على المال الذي بلغ نصاباً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول»، ويبدأ الحول المشترط لوجوب الزكاة من بداية جمع المال لا بانتهاء اثني عشر شهراً من بداية جمع المال، وإنما يبدأ من بلوغ المال النصاب، فالشهر الذي يبلغ فيه المال نصاباً هو أول شهر من حول الزكاة، وعليه، فإذا ملكت مالاً في شهر محرم عام 1440ه، إذا بلغت نصاباً، والنصاب هو الحد الأدنى من النقود التي تجب فيه الزكاة هو ما يعادل قيمته 20 مثقالا من الذهب أو 140 مثقالا من الفضة، وهو ما يعادل في الذهب 85 جراماً، ومن الفضة مائتي درهم أي ما يعادل 595 جراماً، فالزكاة يجب إخراجها في شهر محرم 1440ه وكثير من الناس يخرجون زكواتهم في شهر رمضان المبارك باعتباره أفضل الشهور وتتضاعف فيه الحسنات، فالزكاة ليست مرتبطة بشهر رمضان، ولا بغيره من الشهور. ولا يجوز تأخير إخراج الزكاة بعد تمام الحول إلا لعذر شرعي، وكذلك تعجيل الزكاة قبل حولان الحول، فلا يجوز تعجيلها قبل حلول وقتها. وهناك الكثير من الأفراد وأصحاب المؤسسات والشركات الذين تستوجب عليهم الزكاة يؤجلون أو يعجلون زكواتهم لشهر رمضان المبارك، وهو خلاف شرعي يجب التنويه عنه، لذا يجب على هيئة الزكاة والدخل توعية المكلفين بدفع الزكاة للمستحقين في أوقاتها المحددة بحولان الحول. * أستاذ المحاسبة بجامعة جدة drsalemsaeed@