توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة كانا ولايزالان في صلب اهتمام المملكة منذ تأسيسها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. وأضحت الرؤية 2030 التي طرحها ولي العهد هي خارطة الطريق الاستراتيجية التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية جديدة لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات المميكنة التي تعينهم على أداء المناسك بكل يسر وسهولة وتختصر الإجراءات. وجاء إنشاء هيئة ملكية لمدينة مكة والمشاعر المقدسة وفقا للأمر الملكي الذي صدر بأن تكون برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ تجسيدا لاهتمام القيادة بمكةالمكرمة مهبط الوحي؛ والحرم المكي والمشاعر المقدسة حيث تحتضن الملايين من الحجاج والمعتمرين سنويا. وسعت الهيئة الملكية التي عقدت ثلاثة اجتماعات منذ إنشائها كان آخرها الاجتماع الذي عقد في قصر الصفا نهاية شهر رمضان الماضي برئاسة الأمير محمد بن سلمان لتسريع وتيرة تحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها الهيئة الملكية، والرامية إلى تأسيس مستقبل مستدام لمكة والمشاعر المقدسة في حلقة متجددة ابتداء من المحافظة على روحانية المكان، وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وإثراء جودة الحياة في مكة. ومن أبرز ما تمخض عنه اجتماع الهيئة الملكية، الموافقة على التوجه الإستراتيجي لمكة والمشاعر المقدسة، والبدء في إعداد تفاصيل الخطة الإستراتيجية لمدينة مكة ومكوناتها من البرامج والمبادرات وخطط العمل والشراكات لتنفيذها واعتماد إنشاء شركة المشاعر المقدسة للتنمية والتطوير المعنية بتهيئة ورفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة للاستخدام على مدار العام. وليس هناك شك، أن القرارات التي تم اعتمادها من قبل الهيئة تأتي تزامنا مع تدشين خادم الحرمين الشريفين لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج «رؤية المملكة 2030» الذي يهدف إيضا إلى إحداث نقلة نوعية جديدة في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات الراقية المميكنة لتسهيل وتسيير حركة الحجاج من مغادرتهم لبلدانهم وأدائهم مناسكهم.. وليس هناك شك أن الوصول إلى الأهداف التي رسمتها الروية 2030 لتحقيق 30 مليون معتمر بحلول عام 2030 يحتاح إلى إعادة شاملة وتموضع كامل لجميع الوزارات والهيئات المعنية بتقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين وقاصدي البيت الحرام؛ لتعمل فوق منظومة موحدة للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية المرسومة.. ومن أهم الجهات التي تسعى حثيثا لتنبي أهداف الرؤية 2030 هي رئاسة الحرمين الشريفين برسالتها التي تتمحور في حسن الوفادة.. وتعظيم الحرمين وتمكين القاصدين من أداء العبادة والمناسك على بصيرة في بيئة آمنة طاهرة، مرتكزة على أسس مهنية واحترافية وكفاءات بشرية مؤهلة وتقنيات متجددة وشراكات فاعلة.. وواكبت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رؤية المملكة (2030) من خلال برامج الرؤية وخاصة برنامج ضيوف الرحمن؛ وتعمل على تنفيذ عدد من المبادرات ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن والتي تتضمن مشروع جامعة الحرمين؛ تعظيم رسالة الحرمين والبرمجة المكانية للمساحات في الحرمين الشريفين والأماكن المحيطة بها لاستيعاب الأعداد المتزايدة لضيوف الرحمن وتطوير نظام إدارة الحركة والأبواب في الحرمين الشريفين والأماكن المحيطة بها إلى جانب تطوير منظومة متكاملة لخدمات الإرشاد المكانية والزمانية في الحرمين الشريفين والأماكن المحيطة بها وتأسيس مكتب تحقيق الرؤية في الرئاسة فضلا عن تطوير البنية التحتية للتقنية لاستيعاب مشاريع ذكاء الأعمال في خدمة ضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين وتطوير نظام حوكمة للعلاقات التكاملية بين الجهات العاملة للمسجد الحرام والمسجد النبوي تماشياً مع الرؤية. ومنذ إعلان رؤية السعودية (2030 وإطلاق برنامج التحول الوطني (2020) بادرت الرئاسة في إطلاق برنامج للتحول المؤسسي، وإنشاء إدارة للتحول المؤسسي، ونجحت الرئاسة من خلال تنفيذ منطلقات الرؤية 2030 والانتقال للعمل الإبداعي ونفذت العديد من المبادرات باقتدار خصوصا عبر خطة شهر رمضان الماضي التي شارك فيها 12000 من القوى العاملة لتنفيذ الخطة (موظف وموظفة). ومن الأهمية بمكان التوقف عند برنامج «خدمة ضيوف الرحمن»، وهو واحد من منطلقات «رؤية المملكة 2030»، ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية جديدة في خدمات الحج والعمرة والذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في شهر رمضان الماضي وسيبدأ العمل به فوراً ويستكمل تدريجياً على مدى سنوات الخطة؛ هذا البرنامج الذي يعتبر أحد أهدافه الإستراتيجية الوصول إلى ثلاثين مليون معتمر، وخمسة ملايين حاج سنويا ومن المتوقع عند استكماله ستصبح مكة في حالة حج شبه يومية وعلى مدار العام. ويعتبر 30 مليون معتمر لمكةالمكرمة أكبر رقم تستضيفه أي مدينة أخرى في العالم. وتحرص رئاسة الحرمين لتطوير خدماتها النوعية لتواكب برنامج خدمة ضيوف الرحمن التي تتضمن 130 مبادرة وفق رؤية 2030 ووضع الترتيبات الإستراتيجية لإدارة 30 مليون معتمر الذين سيفدون من أنحاء العالم. إن تشكيل الهيئة الملكية لمدينة مكة والمشاعر المقدسة، والتي يرأسها الأمير محمد بن سلمان، كفيل بالتعامل مع المخرجات الهائلة لروية 2030 وارتفاع أعداد الحجاج والمعتمرين الهائل بحلول 2030 في تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية تتمثل في تيسير استضافة المزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة للحاج والمعتمر، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية. ليس هناك رأيان أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن.. نقلة نوعية في مسار ميكنة العمل وتسهيل الإجراءات.. كما أن رئاسة الحرمين تحشد لكي تتماهى لدعم «2030» للوصول إلى 30 مليون معتمر سنويا بحلول 2030.. إن تأسيس مستقبل مستدام لمهبط الوحي وفق توجهات الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة هدف إستراتيحي للوصول إلى مخرجات 2030.