يؤكد مجدداً صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء الهيئة الملكيّة لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة على اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وجاء في نصه ما يلي: «رغبةً منّا في الارتقاء بالخدمات المقدمة في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بما يتناسب مع قدسيتها ومكانتها، ويسهل خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين». ويأتي ذلك استمراراً لنهج القيادة الرشيدة رعاها الله في تسخير كل الإمكانات اللازمة للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتطوير مستوى التنظيم والتنسيق بين الجهات المشتركة في هذه الخدمة الجليلة تمشياً مع برامج وأهداف رؤية المملكة 2030. لقد دأبت المملكة بفضل الله على تسخير أجهزة الدولة وكافة الإمكانات الماديّة والبشريّة لخدمة ضيوف الرحمن حيث تحظى هذه الخدمة الجليلة دوماً بالأولويّة لدى ولاة الأمر منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيّده الله. يُشارك في تقديم الخدمة بشكلٍ مباشرٍ ما يصل إلى 30 جهازاً حكومياً، ويتضاعف العدد إذا أخذنا بعين الاعتبار الجهات التي تؤثّر بشكلٍ غير مباشر على خدمات الحجاج والمعتمرين. إنّ هذا العدد الكبير من الأجهزة والتنظيمات والكوادر والتجهيزات وما ينبثق عنها من مهام متنوّعة يستدعي وجود تنظيم عالي الجودة يضمن، بإذن الله، حُسن سير العمل وتكامل مهام كافة الأجهزة للوصول إلى المحصّلة الإيجابية المنشودة. كما يتم تسخير منظومة كبيرة من المَرافق لخدمة الحجاج والمعتمرين، بدايةً من المنافذ الجوية والبحرية والبرية مروراً بالطرق الرابطة بين مناطق ومدن الحج والعمرة إضافةً إلى مرافق السكن والتغذية والمواصلات والمرافق التجاريّة والصحيّة والبنية التحتية من كهرباء وماء وصرف واتصالات... إلخ. ولقد شهدت العديد من مرافق خدمة ضيوف الرحمن خلال السنوات الأخيرة مشاريع جبّارة ومن ذلك التوسعات غير المسبوقة للحرمين الشريفين والمشاريع الضخمة في المشاعر المقدسة ومنها جسر الجمرات والطرق والمخيّمات... إلخ. إلّا أنه يوجد تفاوت في السعة الاستيعابية لأجزاء مختلفة من منظومة الخدمات، مما قد لا يُحقق الاستفادة المُثلى من استثمارات الدولة الكبيرة في تلك المرافق. لذلك فإنّ خدمة ضيوف الرحمن تتأثّر بكفاءة البنيّة التحتية وبكفاءة العمليات التشغيلية للأجهزة المعنيّة، مما يتطلب إيجاد جهة واحدة وتمكينها بما يلزم (تنظيميّاً وبشريّاً ومادّياً) للقيام بمهامها، ومن هنا تأتي أهمية الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وتجدر الإشارة إلى أنّ برامج ومبادرات الأجهزة الحكوميّة المختلفة المنبثقة عن رؤية 2030 تضمّنت أهدافاً طموحةً مرتبطةً بمستهدفاتٍ محددة يتطلب تحقيقها تعاوناً وتكاتفاً وتنسيقاً عالياً بين كافة الجهات المعنيّة لتقديم أفضل خدمة للأعداد المستهدفة من ضيوف الرحمن عام 2020 ووصولاً إلى عام 2030. وأحد أهم أهداف برامج رؤية 2030 هو إثراء رحلة الحجاج والمعتمرين وتجربتهم الثقافية، مما يعني أن المطلوب ليس فقط تقديم خدمة جيّدة وإنّما التميّز والإبداع في كل ما يرتبط بالرحلة المقدسة بما في ذلك الجوانب الروحية والنفسية والثقافية. والأمل معقود، بعد الله عز وجل، في أن تتمكن الهيئة الملكيّة لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة من تحقيق النقلة النوعيّة المطلوبة في مجالات التخطيط والتنفيذ والإشراف والتقييم وقياس الأثر والتطوير المستمر لتحقيق مزيد من الارتقاء في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وهي بعون الله قادرة على تحقيق ذلك. وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون نقل الحجاج والمعتمرين