رغم مرور مئات السنين على طاحونة القنفذة إلا أنها مازالت معلماً بارزاً على شاطئ بحر القنفذة، وبناءً شامخاً يحكي للأجيال قصصاً من ذاكرة السنين. وأوضح مشرف الآثار والتراث الوطني بالقنفذة محمد المتحمي أن البناء الاسطواني ل«طاحونة القنفذة» يعود إلى أكثر من 200 عام إلى القرن الثاني عشر، وتم إنشاؤه لطحن الحبوب بمحرك يعتمد على الأشرعة والهواء وقد بني من الحجرالمسمى الحجر السطايحي البحري. وأشار المتحمي إلى أن «الحجر السطايحي» المستخدم لطحن الحبوب، حجر بحري قوي التماسك والصلابة، وأضاف: «يبلغ قطر مبنى الطاحونة 7 أمتار تقريباً وسمك جداره متر واحد، يبلغ ارتفاعها 7 أمتار تقريباً». ولفت المتحمي إلى أن طاحونة القنفذة كانت تستعمل حتى وقت قريب لتخزين بعض مواد الوقود السائلة ك «الكاز» والبنزين والزيوت التي كانت تمون بها سيارات البريد بين مكةالمكرمةوجدة وجازان إلى القنفذة ومنها إلى عدة مدن ولذلك سميت «الكازخانة». ونوَّه المتحمي إلى أن طاحونة القنفذة تتميز بمتانة البناء وصموده عبر مئات السنين وذلك يعود إلى إحكام بنائه وضخامة وقوة الأحجار التي نفذ بها وشكله الإسطواني الذي ساعده على مقاومة تاثير تيارات الرياح رغم وقوعه في مكان مكشوف أمام هبوب الرياح السائدة قريباً من شاطئ البحر الأحمر لا يزيد على 100 متر.