على الساحل الغربي للبحر الأحمر وجنوب مدينة جدة بحوالي 350 كيلومترا وفي منطقة متوسطة بين جدة وجازان تقع محافظة القنفذة حيث تمتد حدودها إلى مرتفعات جبال السروات لتلامس منطقة عسيرجنوباً والباحة شرقاً وهي بهذا الموقع تمثل حلقة وصل بين مدن الحجاز الرئيسية عسير والباحة ومدن الساحل مكةالمكرمةوجدة ، وتتميز القنفذة بثلاث بيئات جغرافية تتميز كل منها عن الأخرى بعناصر بيئية متفرقة البيئة البحرية والجزر المتناثرة في البحر والبيئة الصحراوية الساحلية والبيئة الجبلية التي تمتد شرقاً حتى صدر جبال السروات . محافظة بهذه المواصفات ، كان لزاما ان تشهد ماضيا عريقا ، فالشواهد على التاريخ متواجدة وبكثرة ، فالزائر لا يجد بدا من الوقوف امام الطاحونة وهي بناية من الحجر البحري تستعمل لطحن الحبوب بمحرك يعتمد على الأشرعة والهواء واستعمل في بنائها الحجر البحري وهو حجر بحري قوي التماسك والصلابة ويبلغ قطر هذا المبنى 7 أمتار وارتفاعه 7 أمتار تقريبا ويعود تاريخه إلى أواخر القرن الثاني عشر ولازال المبنى صامداً ، عشاق الآثار على موعد آخر مع قرية عشم وهي قرية أثرية تقع شمال شرق بلدة المظيلف بعشرين كيلومترا وتعود إلى صدر الإسلام . للحياة البحرية طعم آخر في القنفذة ، فجزيرة جبل الصبايا تعد الزائر بمغامرة جديدة ، فهذه الجزيرة الواقعة غرب بلدة مخشوش في مركز كنانة جنوب القنفذة تمتلك تضاريس متعددة تتنوع بين الهضبة والوادي والسطح المستوي مما يجعل زيارتها تجربة فريدة ، عشاق البحر لن يملوا زيارة المحافظة لما تمتلكه من شواطئ هادئة ومناظر مذهلة ، فشاطىء حنيش الواقع شمال المحافظة يتميز بصفاء مياهه التي تناسب محبي السباحة ، وقد قامت بلدية القنفذة بتحسين المنطقة وتحويلها لمنتزه إضافة إلى تزويده بالمظلات والمياه الصالحة للشرب وألعاب أطفال وغيرها من عوامل الجذب، إضافة إلى الكورنيشين الغربي والجنوبي وقرية كادي السياحية والتي جهزت بكل الخدمات والجلسات التي تطل على البحر مباشرة . عند الحديث عن الشواطئ لا يمكن إغفال شاطىء جبل القنع فهو المتكون من امتداد صخري للتربة ، ومرتفع رملي ناصع البياض، يتميز الجزء الشمالي منه بمجموعة من أشجار النخيل يزين اسفل جذوعها بساط أخضر من الحشائش وأشجار الحلفاء، ويمثل هذا المنتزه لوحة بديعة من الطبيعة الساحرة في هذا الموقع . القنفذة لم تبح بعد بكل أسرارها ، فالجزر البحرية سر دفين في هذه المحافظة ، فجزيرة أم القماري موقع يستحق الزيارة ، هذه الجزيرة تقع جنوب القنفذة بحوالي خمسة وعشرين كيلومترا وتبعد عن حرف الشاطىء في داخل البحر الأحمر حوالي 3 أكيال ويبلغ قطر استدارتها ثلث الكيلومتر وتكتظ هذه الجزيرة بأشجار الراك وقليل من أشجار الحمض والصاب وتمتلىء هذه الأشجار بآلاف من طيور القماري ( من هنا جاءت التسمية ) وخاصة في مواسم الزراعة ولذلك يخرج راغب النزهة والصيد إليها في مواسم معينة ، جزيرة ثرى سر آخر فهي تقع شمالي غرب القنفذة ، تتميز بغطاء نباتي كثيف وتحتوي على شاطىء رملي يزينه شعب مرجانية . للأودية أيضا مكان على أرض المحافظة ، فوادي قنونا من الأودية المشهورة والذي يمتد من العرضيتين شرقاً إلى القنفذة غرباً ويتميز بمناظره الخلابة وكثافة أشجاره ، هذا ويعتبر وادي حلي. وادي حلي أكبر الأودية في المحافظة ويتميز بمياهه الجارية طوال العام ويمتد هذا الوادي من جبال السودة في عسير إلى مركز حلي على ساحل البحر .