استمرارا للمواقف الإيرانية المتناقضة، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن طهران لا ترى أي فرصة للتفاوض مع الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن موسوي قوله أمس (الثلاثاء): «نحن الآن لا نرى مجالاً لأي مفاوضات مع أمريكا». وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن من طوكيو أمس الأول، أن "بلاده مستعدة للحوار مع طهران، إن كانت الأخيرة تريد ذلك". وقال ترمب: أعتقد أن إيران لديها الرغبة في الحوار، وإذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضاً». ويعتقد مراقبون أن رفض طهران للحوار مع واشنطن يتناقض مع استجدائها للوساطات وإيفاد مبعوثيها إلى عديد من عواصم العالم طلبا للوساطة مع الولاياتالمتحدة لمنع التصعيد والحيلولة دون اندلاع الحرب. وتساءل هؤلاء: إذا كانت إيران ترفض التفاوض، فهل تريد الحرب؟ وأعلن التلفزيون الياباني أمس، أن رئيس الوزراء شينزو آبي، سيزور طهران الشهر القادم للقاء المرشد علي خامنئي ورئيس النظام حسن روحاني، للوساطة بين واشنطنوطهران لبحث إمكانية عقد مفاوضات بين الطرفين.وأفاد بأن المسؤولين الحكوميين في اليابان يجرون تعديلات نهائية لزيارة آبي، الذي أعلن عزمه على الوساطة بين الولاياتالمتحدةوإيران. وقد بدأ المسؤولون اليابانيون تعديلات نهائية للاجتماعات التي ستعقد في منتصف يونيوفي طهران. ومن المقرر أن يجري مستشار الأمن القومي جون بولتون، محادثات في الإمارات هذا الأسبوع، في زيارة تأتي في خضم التوتر مع طهران. وأعلنت السفارة الأمريكية في أبوظبي أنه سيتم عقد جلسة حوارية مع بولتون خلال زيارة للعاصمة الإماراتية هذا الأسبوع، من دون تأكيد موعد زيارته أو الكشف عن تفاصيل أخرى. من جهته، اعتبر الناشط السياسي والمحلل الإيراني-الأمريكي، علي رضا نادر، أن نظام الملالي يقترب من مرحلة اللاعودة، إذ يواجه اضطرابات داخلية وضغوطاً خارجية هائلة بسبب سلوكه العدواني. ورأى نادر وهو من مؤسسي منظمة «إيران الجديدة » في واشنطن ل«العربية.نت» أمس أنه «لا الولاياتالمتحدة ولا النظام الإيراني يريدان المواجهة العسكرية، لكن النظام يستفيد من خلق أجواء الخوف من حرب محتملة». وأضاف أن النظام بالترويج لاحتمال وقوع حرب يخيف الإيرانيين الساخطين في الداخل من جهة، ويساعد على تمكين اللوبي المناهض للحرب في الولاياتالمتحدة من التحرك لصالحه من جهة أخرى. وأكد أن المرشد علي خامنئي والنخبة الحاكمة يعرفون مدى كراهية الشعب لهم ويخشون من العصيان أو اندلاع ثورة. ورأى نادر أن المفاوضات مع نظام أيديولوجي أثبت أنه غير قابل للإصلاح أو تعديل سلوكه، لن تصل إلى نتيجة. وشدد على أن أفضل حليف للولايات المتحدة هو تطلعات الشعب الإيراني، وليس التفاوض مع مافيا فاسدة مثل النظام الإيراني.