قبل أيام كتبت تغريدة بهذه الصياغة: التحركات المستعرة في الخليج لا تؤكد أن هناك حربا بل هناك استنزاف مالي. والدليل على ذلك ما قالته الأطراف المختصمة، فكل منها يشرح ويوضح عن وجود فهم خاطئ لما حدث. وأن ما حدث لا يعني تفعيلا لبدء معركة، وفي الحالتين فالمنطقة سوف تدفع كل التكاليف. هذه التغريدة أحجمت عن نشرها، إذ كانت التصريحات متلاحقة، فترمب يذهب إلى أن الحرب سوف تكون اقتصادية، وليست عسكرية، وتزامن مع ذلك تصريح إيراني بأنها لا تريد الحرب أيضا. ووقفت الأخبار عند هذا الاستقرار الظاهري، بينما كانت أفعال إيران سباقة لتفعيل نشوء معركة، فرشحت على أرض الواقع أفعال تعتبر صفارة لبدء الحرب العسكرية (من قبل إيران) أهمها تفجير السفن كمحاولة لتعطيل خط انتقال النفط وإطلاق كاتيوشا في بغداد وحث الذراع الحوثي على إطلاق صواريخ على الأراضي السعودية كإشارة مبدئية على قدرة ضرب حلفاء أمريكا وبالتالي ضرب مصالحها في المنطقة. والمتابع للوضع الاقتصادي الإيراني يعتبر تحفز إيران لبدء الحرب نوعا من الجنون حتى وإن ضمن عدم تدخل الاتحاد الأوروبي في الحرب التي تلوح في الأفق، فهو ضمان واهٍ لأن تلك الدول أرادت ترك إيران في الهواء لمواجهة مصيرها وجني محصلة مواقفها العنترية أمام أقوى دولة. وإذا كانت إيران تظن أن تحالفها مع روسيا في سوريا سوف يجعل بوتين يسارع للاصطفاف معها فهو وهم إضافي لأن الرئيس الروسي قال: - أنا لست رجل مطافئ! وهذا القول أيضا يصب في خانة ترك إيران تواجه مصيرها الذي اختارته وأصرت عليه. ** ** أشبّه الصواريخ المرسلة علينا من قبل عصابة الحوثي، أشبهها ب(الطراطيع) والتي لا يمكن لها فعل أي شيء سوى اكتساب الدعاية الإعلامية العالمية على طريقة (أنا هنا) وإماتة هدفهم بأن لا نجعل لصواريخهم ذكرا. ومن البدء نحن مستهدفون منذ زمن، وبصور شتى حتى إذ تجاوزنا كل الدمار للثورات العربية، غدونا أكثر استهدافا، فظهرت رؤوس مدببة هنا وهناك.. ولذا وحقيقة: لا يمكن لرأس (دبوس) إسقاط هامة وقامة منتصبة. * كاتب سعودي [email protected]