يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الاهتمام والإشراف الشخصي بكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين واحتياجاتهما كبيرها وصغيرها على السواء؛ باعتبار أن خدمتهما واجب إسلامي منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله، واستمر أبناؤه من بعده على نفس النهج حتى عهد الملك سلمان، حيث شهد الحرمان الشريفان توسعة تاريخية غير مسبوقة.. وخدمات لا يمكن وصفها. وها هو خادم الحرمين الشريفين كعادته كل عام يصل إلى جدة وسينتقل منها إلى مكة في العشر الأواخر من شهر رمضان للإشراف الشخصي على خدمة المعتمرين والطائفين والمصلين والتأكد من أن الخدمات المقدمة لهم ميسرة. ومع دخول شهر رمضان أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها لشهر رمضان بمشاركة أكثر من 12 ألفا من القوى البشرية، للمراقبة ومتابعة سير العمل خلال الشهر الفضيل. وسنحت لي الفرصة لحضور حفلة تدشين الخطة التشغيلية لرمضان في رئاسة الحرمين بمكة، حيث اطلعت عن قرب على الترتيبات الخاصة بالحرم المكي، وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الرئاسة في رمضان الحالي اعتمدت على ثقافة المبادرات النوعية لخدمة المعتمرين والمصلين حيث طرحت 140 مبادرة لخدمة قاصدي البيت الحرام وتطوير العمل لضمان تقديم أفضل الخدمات، من أجل إبراز الجهود والإنجازات التي تقدمها الدولة وإيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية. وأكد السديس أن الزيارة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للحرم المكي أخيرا كانت انطلاقة حقيقية لاستكمال مشاريع الحرمين، وأن أول ما تعنى به الدولة هما الحرمان الشريفان. ومنذ تلك الزيارة المباركة والرئاسة في تفاعل مع الجهات العاملة لاستكمال المشاريع والتوسعة السعودية الثالثة، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين وجه ولي العهد بالاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالحرمين الشريفين. الشيخ السديس تحدث أن الرئاسة انتقلت من العمل النمطي التقليدي إلى العمل الإبداعي الذي يهدف في المقام الأول لتنفيذ توجيهات القيادة ببذل أقصى الجهود للتسهيل على المعتمرين وقاصدي البيت الحرام وزائري المسجدي النبوي.. والمملكة التي تسعى ممثلة في رئاسة الحرمين لإبراز الصورة المشرقة للحرمين الشريفين، وإظهار قيم الإسلام والمسلمين الحقيقية، ونشر تعاليم الإسلام وقيمه من خلال الارتقاء برسالة الحرمين، ستمضي قدما في العمل على أن يكون المسجدان منبرين يتسمان بالوسطية والاعتدال في نشر رسالة الإسلام وسماحته، وإبراز الصورة الحضارية المشرقة لتعاليم الإسلام وأخلاق المسلمين فضلا عن تفعيل وإبراز جهود الدولة في ما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين والارتقاء بأداء الرئاسة وتطوير منظومة أعمالها؛ لتؤدي دورها المؤمَّل منها بما يحقق تطلعات القيادة لتطوير بيئة العمل ورفع مستوى جودة منظومة الخدمات كافة في المسجدين الشريفين وتسخير وسائل الإعلام وسبل الاتصال والتقنية لإبراز رسالة الحرمين الشريفين. إن حكومة المملكة التي تبذل كل هذه الجهود العظيمة لا تبتغي بذلك جزاء ولا شكورا، ولا مدحا أو ثناء؛ لأنها تؤمن بأن هذا اصطفاء وتفضُّل من الله تعالى وتشريف؛ حيث هيأ الله لها القيام على رعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، في جميع المجالات وعلى الأصعدة كافة.