على قناة ديسكفري العالمية شاهدت فيلماً وثائقياً يستعرض كيف تدار عمليات النصب والاحتيال على السواح الأجانب في مطاعم وحانات إسطنبول، وقد يتفاجأ القارئ حين يعرف أن عمليات النصب هذه تتم بتنسيق دقيق داخل المطعم، وعندما يعترض السائح مثلاً على قيمة الفاتورة الباهظة التي قد تتجاوز آلاف الدولارات، فإنه فوراً سيفكر بالتوجه لأقرب قسم شرطة ليفاجأ بدوره بأن التنسيق بين المطعم والشرطة يتجاوز حدود خياله، وأنه أصبح فريسة وصيدا ثمينا يدور في حلقة مفرغة! يعمل الإعلام بكل طاقاته في المملكة على التحذير من السفر إلى تركيا، بعد أن اتضح جلياً استهداف السائح السعودي بعمليات النصب والاحتيال والاعتداء في أحيان كثيرة، وبحوادث موثقة ومنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، فتوافينا صفحات «عكاظ» مثلاً بشكل يومي تقريباً بتغطيات وتقارير صادمة عن حالات الاعتداء والنصب والاستهداف السافر للسائح السعودي على وجه الخصوص والخليجي بالعموم، والسلوكيات العدائية الممارسة ضدهم، هذا فضلاً عن تغطية بعض كتابنا الأكارم -مشكورين- للتاريخ الموغل بالعدوانية والوحشية في منطقتنا وضد عرقنا العربي من الكيان العثماني بأرشيفه الدموي وأطماع من يمثل امتداده في الحكومة التركية الحالية. مقابل تلك الجهود الإعلامية الكبيرة يجتهد مشاهير السناب شات بترويج السياحة إلى تركيا وتزوير الحقائق وتضليل الناس واستغلال القوة الشرائية والسيولة لدى السائح الخليجي بإظهار الجانب الناصع للعروض العقارية والتسويق العقاري الذي في الواقع تتراجع قيمته يوماً بعد يوم ليصل إلى أدنى مستوياته، مما يستحيل معه التخلص من هذا العقار مستقبلاً، أي باختصار التورط الحقيقي خلف وردية تلك الدعايات التي أصبحت كالأفخاخ الخطرة المترصدة لجيوب المواطنين، دون أن يتطرق أولئك المشاهير إلى الجانب المظلم بطبيعة الحال وبحكم قوة الدفع الدعائية لهؤلاء المشاهير من قبل الشركات المروجة للسياحة، وهذا أمر بدأ يتفاقم مما يستدعي وقفة جادة معهم ومع سماسرة السياحة إلى تركيا وبائعي الوهم في دولة تتهاوى اقتصادياً ليصل سعر الليرة فيها إلى أدنى مستوياته، ولا يزال في الهبوط حتى اللحظة. يعتقد البعض بأن وجهته إلى تركيا قد تكون الأقل كلفة من أي وجهة أخرى، بحكم قيمة الليرة المتردية مقابل قوة عملته، وهذا خطأ كبير، فكلما انهارت العملة انهار الوضع الاقتصادي وتبعه الوضع الأمني، وبالتالي تزايد في حالات النهب والسرقات وعمليات النصب المنظمة، ولو حدث أي من ذلك -لاقدر الله- فالتكلفة ستكون باهظة جداً، فالأحوط هنا ألا تذهب إلى تركيا وأن تغير وجهتك... ونقطة آخر السطر!. hailahabdulah20@ [email protected]