تنبعث روائح البارود من كل شبر، هنا على الحدود الجنوبية، محل البطولة والفداء، يقول أحد البواسل أن البارود عطرهم، تكمن عظمته في انبعاثه من ذخائرهم المضادة للحوثيين ميلشيات إيران المجندة للإرهاب والخراب والترويع وقصف الآمنين، «ذخيرتنا وبارودنا بطعم الانتصارات تدرك كيف تقصف العدو وترده مهزوماً مدحوراً».. الجولة الميدانية ل «عكاظ» في الحد الجنوبي، جاءت للوقوف على ملاحم البطولة والفداء والتضحية، ولرفع الروح المعنوية للبواسل وتثميناً لجسارتهم في الدفاع عن أرض الوطن إلا أن ما سمعناه منهم وهم يتحدثون عن ثباتهم وتضحياتهم وما تحقق من انتصارات على العدو جعل الأمور تأتي مختلفة إذ ساهموا في رفع معنوياتنا. الجولة المصورة في بعض المراكز والنقاط التابعة لحرس الحدود والمحاذية لمنطقة نجران تزامنت مع فرضية قبض على متسللين وبحوزتهم مهربات وممنوعات. وأكد سيناريو التجربة مهارة رجال الأمن في ملاحقة المتسللين وإجهاض محاولاتهم الخائبة عبر قناصة مدربين لمواجهة مثل هذه العمليات والمحاولات، وأثبتت التجربة الفرضية التدريب العالي الذي تلقاه رجال حرس الحدود لحماية الأرض.. وطناً ومواطناً. وجالت «عكاظ» في عدد من مرافق المراكز والقطاعات الحدودية، واطلعت على الأجهزة والآليات الحديثة الخاصة برصد تحركات العدو ليلاً ونهاراً ومن بينها الكاميرات الحرارية، ذات الدقة العالية في تحديد الأهداف. ويعمل على الكاميرات رجال أمن أكفاء تلقوا تدريبات عالية في مراكز متخصصة في الداخل والخارج. ويقول مساعد قائد حرس الحدود بمنطقة نجران العميد صالح عبدالله القحطاني إن دور الإعلام في رفع معنويات المرابطين على الحد الجنوبي مهم، فالإعلام يعد إحدى الجبهات لمواجهة الأعداء وردعهم والتصدي لكل من يسعون يائسين إلى النيل من أمن الوطن واستقراره خصوصاً أن جميع القوات العسكرية تحظى باهتمام ورعاية ولاة الأمر. ويلفت العميد القحطاني إلى أن الشريط الحدودي المحاذي لمنطقة نجران الذي يصل إلى 1100 كيلومتر تقريباً يشهد انتصارات على العدو. مؤكداً أن سكان المدن والقرى يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي؛ لأن المليشيات الحوثية الإيرانية تلقت ضربات موجعة أجبرتها على التقهقر. من جانبه أكد مدير إدارة العمليات بقيادة حرس الحدود بمنطقة نجران العميد مسعود علي الشهراني ل «عكاظ»، أن الحدود آمنة «اطمئن جميع المواطنين والمقيمين، بأن الحدود في أيدٍ أمينة». ويضيف أن حرس الحدود يتمتع بكفاءة عالية، ويخوض حرباً بمشاركة القطاعات العسكرية ضد أعداء الوطن مستخدماً أفضل وأحدث المعدات والآليات الحديثة على مستوى العالم. على الصعيد ذاته أكد عدد من الضباط والأفراد أن ميدان العزة والشرف على الشريط الحدودي سيبقى شاهداً على انتصارات نوعية، وتضحيات لا مثيل لها، وسيروي للأجيال القادمة قصصاً لا تنسى. وأضافوا أنهم يبذلون أرواحهم رخيصة من أجل حماية المقدسات الإسلامية وكل ذرة من تراب الوطن، وللمحافظة على أمن واستقرار الوطن والمواطن. وقالوا إن المليشيات الحوثية لن تنال شرف تحقيق أي انتصار مهما كان الدعم الإيراني لها؛ لأنها قتلت الأبرياء، ودمرت حضارة اليمن، لتنفيذ أجندات مقيتة.