عندما يغيب المبدع بدر الحمد عن ساحة الشعر، يشعر عشاق الإبداع بأن المساحات تترقب هطوله كما يترقب البدو أمطار (الوسم). الحمد غاب طويلاً، وعاد ليصافحنا بهذه الفاتنة التي تؤكد بأن الذهب لا يصدأ، وأن بدر الحمد عندما يحضر يجعل كل شعراء الساحة يعيدون حساباتهم في التعامل مع الشعر بطريقة مختلفة. قبل كان الحكي حنطة على تراب الحشى منثور وكان البوح صبحٍ.. قبل ما تصحى عصافيره قبل كان المدى نور وتحت سور المدينة نور وللشادي غصونٍ خضر وأعشاش وسما الديرة يحلق ف المدى حر ويرفرف بالهوا.. عصفور ولو ينعق غراب.. البلبل الصداح له سيرة وكان الشاعر إن وقف على جدار الكلام: غرور تنامت بآخر الحارة، صدى ضحكة، من منيره! أحد قال إنها تدري وقع في حسنها مسحور وأحد قال إنها في ثاني إعدادي ترى اصغيرة وأحد يدري بأن الدور تنبض في قلوب تدور هنا يضوي سراج وينطفي بآخر غسق غيره وفي الدفتر صور شاعر وبيت من الشعر منشور حديث المدرسة بالفرصة الأولى.. وأظن غِيرة! يا بخت اللي تعلق في هواها.. شاعر ومشهور تطول النجم في يدها، وتكسي الروض نويره ولو ماله سوى الصيت البعيد.. وقلبه المكسور عليه الليل صبح وكل صبح يغيب تفكيره كتب شعر وتشوف الناس كل اللي يقول شعور وصد من التعب.. والبوح ما يحتاج تفسيره ركب موج الحكاية في بحور ومن وراها بحور على كثر المواني.. ما وصل لآخر مشاويره لأن الشاعر اللي يكتب الدنيا.. قلق، محظور! يخاف من المرايا.. تعكس أشيا.. من تعابيره لأن بين السطور عيون.. تقرأ بالسطور.. سطور يموت الشعر.. لكن ما يطيح بفخ.. تبريره!