كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العقوبات الأمريكية على نظام الملالي، قصمت ظهر «حزب الله»، وأكدت في تقرير نشرته (الخميس)، أن آثار هذه العقوبات انعكست في صورة انخفاض في رواتب المليشيات الممولة من إيران وفي مقدمتها التنظيم اللبناني الإرهابي. ولفتت إلى أن الأزمة المالية الطاحنة التي تعاني منها إيران بسبب عقوبات واشنطن أثرت بالسلب على مليشيات «حزب الله»، إذ بدأت رواتب موظفيه في الانقطاع، كما أغلق بعض المؤسسات. ونقلت الصحيفة عن مقاتل ينتمي لمليشيا تدعمها إيران في سورية قوله: «لقد ولت الأيام الذهبية ولن تعود أبدا»، مضيفاً أنه فقد ثلث راتبه مع مزايا أخرى، وأضاف «ليس لدى إيران المال الكافي لتعطينا إياه». ونقلت عن مقاتل آخر ينتمي لحزب الله قوله: إنه لم يحصل هو وزملاؤه على رواتبهم لشهر يناير حتى الآن، ولم يتلقوا سوى الراتب الأساسي لشهر فبراير، بدون المكافآت المعتادة المخصصة لزوجاتهم وأطفالهم. كما تم تخفيض الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في السابق، مثل النقل داخل لبنان، والسكن ومكافآت العمل في الخارج. ولفتت الصحيفة إلى أن زعيم المليشيا حسن نصرالله، اعترف أخيرا بالصعوبات المالية التي خلفتها العقوبات، واعتبرها «شكلاً من أشكال الحرب»، ودعا إلى تحرك لجمع التبرعات «لإتاحة الفرصة للجهاد بالمال وللمساعدة في هذه المعركة المستمرة». من جانبها، اعتبرت الإدارة الأمريكية أن الضغوط التي تعاني منها إيران تثبت أن العقوبات فعّالة. وقد زادت واشنطن من الضغوط على ظهران بإدراج 25 شخصاً، الثلاثاء الماضي على لائحة العقوبات لمشاركتهم ببرنامج ضخم لتداول العملات أدى إلى تمويل العمليات العسكرية الإيرانية في المنطقة بأكثر من مليار دولار. وحذرت وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب والمخابرات المالية، سيغال ماندلكر، من محاولات نظام الملالي الالتفاف على عقوبات النفط. وقالت للصحفيين أمس (الجمعة)، إن الولاياتالمتحدة تحرص على أن تعرف ماليزياوسنغافورة وغيرهما تمام المعرفة بشحنات النفط الإيرانية المحظورة والأساليب التي تستخدمها طهران لتفادي العقوبات عليها. وأضافت أن الولاياتالمتحدة وضعت «ضغوطاً مكثفة» على إيران هذا الأسبوع. واعتبرت أنه «من المهم جداً أن تكون لدى هذه الدول الرؤية المهمة التي تكشف الأساليب المختلفة التي يتبعها النظام الإيراني لخداع المجتمع الدولي في ما يتصل بشحنات النفط»، مشيرة إلى محادثاتها في سنغافورةوماليزيا. وأفادت بأنها ستلقي الضوء على المخاطر الكامنة في التعامل مع إيران خلال اجتماعاتها في الأيام القادمة مع مسؤولين في حكومات ماليزياوسنغافورة والهند. وكشفت أنه تم اتخاذ إجراء هذا الأسبوع مع شبكة تشارك في خطة تتيح لإيران التهرب من العقوبات، وقالت إن هذه الشبكة تضم شركات مقرها في دول عدة منها تركيا.