قبيل أيام قليلة من فرض العقوبات الأميركية الأقسى في تاريخ الاقتصاد الإيراني، وتحديداً قطاعات النفط والنقل والمصارف، أعلن آخر من تربطهم صلات بالنظام الإيراني عن تخليهم عن الصلات التجارية مع إيران الذي يدخل خلال أيام عزلة دولية من المتوقع أن تأزم الوضع الاقتصادي بشكل لم تعرفه إيران منذ عقود طويلة. وتذّكر الإدارة الأميركية، أن الهدف من سلسلة الضغوطات على إيران ليس البرنامجين الصاروخي والنووي فحسب بل أيضاً ميليشيات إيران التي دفعت بالمنطقة العربية إلى تفشي التطرف والجماعات الخارجة عن سلطة الدولة، حيث وقع الرئيس دونالد ترمب الخميس قانوناً أقره الكونغرس، يفرض عقوبات مشددة على ميليشيا حزب الله في لبنان، وتستهدف العقوبات الموارد المالية للحزب بهدف منعه من تمويل نشاطاته وحرمانه من إمكانية التعامل عبر المصارف المعتمدة في لبنان والعالم. من ناحية أخرى، قرر عملاق الاقتصاد الصيني أن يوقف تجارته النفطية مع إيران في اللحظة الأخيرة قبل العقوبات، بعد أشهر من التعهد الصيني بمقاومة العقوبات الأميركية والمضي قدماً بالتعامل مع إيران، حيث اعتبر خبراء في واشنطن الموقف الصيني دفعة كبيرة لإدارة الرئيس ترمب تحسب نجاحاً لخطته ضد إيران. ويعتبر ابتعاد الصين عن إيران قبيل أيام من العقوبات الأميركية ضد قطاع النفط الإيراني، صفعة تفوق في شدتها صفعة الخروج الأميركي من الاتفاق النووي بالنسبة لإيران، لأن طهران كانت تعتمد على بكين، أكبر عميل تجاري لإيران، لتكون اللبنة الأساسية لدعم اقتصادها في ظل العقوبات. وبحسب صحيفة الوول ستريت جورنال فإن شركة الصين الوطنية للبترول، وشركة الصين للبتروكيميائيات وهي أكبر شركة لتكرير النفط في الصين، لم تقم بحجز أي شحنات من إيران لشهر نوفمبر، أي أن وارداتها من النفط الإيراني في نوفمبر ستكون (صفر)، بينما كانت بكين تستورد نحو 600 ألف برميل من الخام الإيراني يومياً. كما لم تقتصر المقاطعة الصينيةلإيران على واردات النفط، بل أبلغ بنك كونلون المملوك لشركة سي.ان.بي.سي عملاءه الإيرانيين أنه سيتوقف عن التعامل معهم بحلول الموعد النهائي للعقوبات في الرابع من نوفمبر. ويعتبر بنك كونلون، البنك الصيني الرئيسي الذي يتحمل مدفوعات صادرات النفط الإيراني والتعاملات المالية للسلع التي تصدرها بكين إلى إيران. من جانبها قالت الولاياتالمتحدة، إنها خاضت جولات مكثفة من المحادثات والمفاوضات مع الصين لإقناعها بأهمية التخلي عن دعم اقتصاد طهران. وبالتزامن مع الانسحاب الصيني من دعم طهران، قال مصدران مطلعان على عمليات تصدير النفط العراقي الجمعة أن العراق سيتوقف عن نقل النفط الخام من حقل نفط كركوك الشمالي إلى إيران في نوفمبر وذلك التزاماً بالعقوبات الأميركية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على إيران. وقالت المصادر إن العراق يصدر حالياً أقل من 30 ألف برميل يومياً إلى إيران عبر الشاحنات. وكانت الحكومة الفيدرالية العراقية السابقة، قد وافقت على صفقة من منتصف أكتوبر مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف تصدير النفط الخام إلى تركيا لتكون سوقاً بديلة للنفط العراقي عن إيران. Your browser does not support the video tag.