شكل تاريخ الرياض جزءا من حياته، إذ عايشها بلدة صغيرة، يسكنها بضعة آلاف من السكان، يمتهنون الزراعة والتجارة المحلية، وعاصرها حاضرة عالمية كبرى، تسجل حضورها في كل المحافل الدولية، كمركز للقرارات السياسية، والإدارية، والاقتصادية على المستوى الوطني، والإقليمي، والعالمي. وفيما تتجسد منجزات ولمسات خادم الحرمين الشريفين في كافة أنحاء منطقة الرياض عندما كان أميرا لها، تقف اليوم شاهدة على النقلة النوعية التي حرص على تحقيقها في العاصمة والمتمثلة في إطلاق 4 مشاريع نوعية كبرى تقدر تكلفتها الإجمالية ب86 مليار ريال، تشمل «مشروع حديقة الملك سلمان» و«مشروع الرياض الخضراء» و«مشروع المسار الرياضي» و«مشروع الرياض آرت» لتضاف ل2946 مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ نحو 343 مليار ريال، تتوزع بين مدينة الرياض ومختلف محافظات المنطقة، وفقا لتقرير مشاريع منطقة الرياض الذي أصدرته هيئة تطوير مدينة الرياض في نهاية 2018. وعندما تتجه أنظار السعوديين في الداخل والخارج وعواصم العالم العربي والإسلامي نحو الرياض يتذكر الجميع باني حضارتها ومهندس نهضتها الشاملة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فكانت في قلب المسيرة المباركة حضوراً ونماءً وتطلعاً ونموذجاً لمدن المملكة، حيث كانت لتوجيهاته الدور الرئيس في بناء تلك النهضة وشواهدها، فالمسافة الحضرية الهائلة التي قطعتها الرياض بين ماضيها البسيط وحاضرها العالمي كانت استجابة لمواكبة رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نحو الرياض الجديدة في 2030، فكان الأمير الشاب حريصا على دخولها للمجلس العالمي للبيانات (WCCD) لتكون أحد مراكز البيانات المحلية 2030 ضمن 8 مدن على مستوى العالم، ومن بين 57 مدينة تأهلت لعرض مؤشراتها على منصة بيانات المدن العالمية (WCCD). ويأتي هذا الاختيار، تتويجاً لما حققته الرياض من مركز متقدم في مجال توفير البيانات التفصيلية للمدينة، وتطبيقها للمعيار الدولي لمؤشرات أداء المدن 37120 ISO بعد انضمامها إلى (المجلس العالمي لبيانات المدن) كما سيساهم هذا الاختيار في جعل مدينة الرياض مركزاً معتمداً لتقييم الخطة الحضرية الجديدة لأهداف التنمية المستدامة SDGs 2030، وبناء قاعدة بيانات ذات جودة عالية لقياس التقدم نحو تحقيق أهدف الأممالمتحدة التنمية المستدامة 2030 في المدينة، كما يساهم اختيار مدينة الرياض كأحد مراكز البيانات المحلية في العالم، في تعزيز مكانة المدينة كإحدى المدن العالمية الرائدة في مجال بيانات المدن، وينقلها إلى موقع الصدارة إقليمياً وعالمياً في هذا المجال، وبناء قنوات مباشرة لتبادل الخبرة والمعرفة مع بقية مدن العالم، والاستفادة من أفضل التجارب والحلول في تحقيق التنمية المستدامة وبناء الشراكات، وصولاً إلى تعزيز جاذبية الرياض الاقتصادية، ورفع درجة تصنيفها في مستوى جودة الحياة والرفاه والازدهار.