لا يمكن إنكار أن المؤسسات الصحفية السعودية كانت وما زالت وستبقى سلاحاً وطنياً إستراتيجياً لا غنى عنه، على الرغم من الظروف المالية السيئة التي تمر بها هذه المؤسسات حالياً، نتيجة التحول القرائي العام نحو منصاتها الإلكترونية بدلاً من مطبوعاتها الورقية، التي كانت تُعتبر البوابة الحقيقية للإيرادات الضامنة لاستمرارية المؤسسة الصحفية وتطورها وجودة أدائها، وهي إيرادات توفرها الإعلانات والاشتراكات والمبيعات كما يعرف الجميع، لكن المعلن التجاري وجد قنوات أخرى في سوق عالمية عبر الشبكات وجه لها سيولته بحثاً عن الأرباح، وهو لا يلام على ذلك، فلا يمكن أن تقارع صحيفة في أي مكان في العالم بطبعتها الورقية ومنصاتها الإلكترونية شبكات مثل تويتر أو فيسبوك أو سناب شات. شخصياً لا أتفق مع دعوات بعض الزملاء الإعلاميين لتدخل الحكومة عبر الدعم المباشر لهذه المؤسسات، فهي طريقة مكلفة ولا تحل المشكلة من الأساس، لكن لدي قناعة تامة بأن هناك طريقة ذكية تمكن الدولة من دعم هذه المؤسسات بشكل غير مباشر وبدون أن تدفع لها ريالاً واحداً، بل ويمكن لهذه الطريقة أن تحول الصحف إلى مؤسسات ربحية لخزينة الدولة نفسها من الإيرادات الضخمة التي ستضخها هذه الطريقة في عروق المؤسسات الصحفية. الطريقة الذكية التي اقترحها وأرفعها لعراب رؤية 2030، سمو ولي العهد حفظه الله عبر هذه المقالة ستنقذ برأيي الصحف وتزيدها قوة وتخدم المواطن والجهات التجارية المنفذة للمشاريع، وتخدم كذلك مشاريع رؤية 2030 إعلامياً، وسأسميها «نظرية 24»، ويمكن تلخيصها بشكل شديد الإيجاز في النقاط التالية: - تلزم الدولة كافة جهات القطاع الخاص الفائزة بعقود المنافسات الحكومية بصرف ما نسبته 4% من قيمة العقد على الإعلان عن تفاصيل المشاريع التي فازت بها في الصحف المعتمدة لدى صندوق الاستثمارات العامة. - يدعو صندوق الاستثمارات العامة الصحف السعودية الراغبة في الحصول على الاعتماد الذي يخولها للحصول على الإعلانات من الشركات الفائزة بالمنافسات لأن تنقل ملكية ما نسبته 20% من أسهمها للصندوق. - تشكل لجنة في مجلس الشؤون الاقتصادية مهمتها وضع المعايير الأخرى اللازمة لمنح الاعتماد للصحيفة كأن يكون لديها منصات إلكترونية متعددة اللغات، بشكل يخدم رؤية 2030 دولياً وغير ذلك مما تراه اللجنة خادما للمصلحة. وبهذا سيضخ كل عقد منافسة بقيمة مليار ريال (على سبيل المثال) 40 مليون ريال لخزينة الصحف، وسيكون ربح صندوق الاستثمارات منه 8 ملايين ريال وعلى هذا يمكن القياس. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]