حراك مذهل في سرعته ومحرج ومنهك في الحقيقة ل«لياقة» وسائل الإعلام السعودية فضلا عن الدولية.. هذا ببساطة ما يمكن أن توصف به التحركات الأخيرة لعرّاب رؤية 2030 سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي تمثلت في زيارة وافتتاح عدد من المشاريع في مناطق مختلفة من المملكة بفارق سويعات قليلة بين كل مشروع وآخر، فخلال 24 ساعة تنقل الرجل، الذي يمثل الحلم السعودي الكبير بين العلا ورابغ ومكة، مدشنا مشاريع كبرى لبلاده، ومتفقداً في ذات الوقت التسهيلات والخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام. يحدث ذلك في الوقت الذي تشن فيه وسائل الإعلام المعادية للرياض أشرس حملاتها التشويهية لإحباط الحلم السعودي أو تعطيله على الأقل، وهو الأمر الذي يؤكد أن لا شيء في هذا العالم يمكنه أن يقف عثرة في طريق السعوديين إلى المستقبل، وأن قطار رؤية 2030 انطلق بسرعة من المستحيل كبحه. ذكرتني تحركات الأمير السريعة أمس الأول بإجابة سموه على الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، وهي إجابة نشرها الأخير في مقالته الافتتاحية للنيويورك تايمز في شهر نوفمبر من عام 2017 التي عنونها ب«ابن سلمان مستعجل». كان فريدمان متوجسا في مقالته من الحراك السعودي السريع وغير المعتاد، وذكر في ختامها أنه سأل الأمير عن سبب استعجاله فأجابه الأمير: «إنني أخشى أنه في يوم وفاتي سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني، الحياة قصيرة جدا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري». مر عام ونحو 3 أشهر على تاريخ نشر مقالة فريدمان، وتحولت ذات الصحيفة إلى الهجوم على السعودية راكبة موجة الدعاية اليسارية المضادة لترمب وحلفائه، لكن سرعة الحراك السعودي لم تتباطأ كما حلم خصوم الرياض، بل تضاعفت وما زال الأمير يذهل السعوديين قبل غيرهم من أبناء الشعوب الأخرى بحيويته وطموحه الذي ترك بصمته في أرواح كل الحالمين والمؤمنين بأن التاريخ والمستقبل يصنعهما طموح القادة العظماء وليس العكس. اختصاراً، يمكنني القول بكل راحة ضمير إن ما يفعله سمو ولي العهد اليوم يمثل فعلياً أكبر حالة انتزاع ل«الخوف على المستقبل» من صدور الناس، وهذا تحديدا ما تحتاجه الشعوب الحالمة لتنطلق بكل سرعة وثقة وطمأنينة نحو تحقيق أحلامها على أرض الواقع حتى وإن اجتمع العالم كله لإعاقتها. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]