هذا العنوان من الكتاب العزيز، وأمضي مع هذا التوجيه الكريم، وأعقب في مّد ذلك التوجيه الكريم: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله». ولعلي أقول إننا نحن المسلمين مازلنا بخير، ولا أرى أن هذه الآية التي سطرت بفعل ماض «كان»، ولكني أقول نحن بخير! وهذه الخيرية باقية وإن رأينا أن بعض أمتنا فيهم من الخشونة ما يلام عليه! وإني أمضي في سبل هذا الحديث بإشارة إلى ملحوظة أو وقفة مع حال الرجل الأزهري المصري زار بريطانيا قبل عقود، وحين عودته إلى وطنه جاء مواطنون يسألون: ما رأى وسمع في بلاد الإنجليز؟ فأجاب إجابة في أربع كلمات قال: «أخذوا حسناتنا وأخذنا مساوئهم».. وحين أتحدث عن مجتمعنا أرى بعض التصرفات الخاطئة من بعض الشباب! ولعل البيت مسؤول، ذلك أن التربية في البيت توقفت أو تعطلت من جانبي الأم والأب، فالأب مشغول والأم تركت مهماتها للخادمة وللشارع! ولن أذهب بعيداً إذا قلت إن الحبل على الغارب كما نعي في أمثالنا وشبابنا إذا ذهبوا إلى الخارج فهم يلتزمون، ذلك أنهم يخافون من المغرم، أما في بلادهم فلا يأبهون، وأنا لا أعمم ولكني أقول إن الأمس قبل خمسين سنة وأكثر كانت التربية وكان أدب النفس عاملا مهما! والمؤذي المؤلم أنك إذا نبهت سائقاً يقود سيارة فيرد عليك وأنت في عمر والده، وتسمع منه رداً مخيفاً لأنه لم يرب ولا يأبه لكبير في عمر أبيه أو جده! وأقول لهذا النمط ألا تخافون من سوء سلوككم؟ ولا يقول شيئاً ذلك أنه لا يأبه لنصح، ويظل الحبل على الغارب كما في الأمثال! وأقول بورك في الشباب الطامحين والمؤدبين والمهذبين! وأقول لأمتي: ربوا ذريتكم إذا كنتم تريدون لهم الخير، ذلك أن أدب النفس قبل أدب الدرس! وإني أحترم الشباب الطامحين، وإلى الله عاقبة الأمور! * كاتب سعودي [email protected]