في أحد المدن الأكثر نمواً في الهند «بوني»، والتي تعتبر مركزاً صناعياً مهماً والأكثر توسعاً في الأنشطة التجارية ولد ابن عنيزة إبراهيم حمد القاضي عام 1925 ليولد معه حلماَ طرياً متمثلاً بخشبة مسرح، ترعرع ودرس وتأثر كثيراً بمكان نشأته حتى تولع بالثقافة الهندية بمختلف ميادينها الأدبية والمسرحية والفكرية بما فيها عوالم السينما، يحظى إبراهيم القاضي بمكانة كبيرة في فضاء المجتمع الثقافي في الهند عرف عنه مؤسساً ومنتجاً للفنون المسرحية بما فيه فن الدارما، كما أن اسمه سباق بوضع اللبنة الأولى في المدرسة الوطنية للدراما الهندية، مضيفاً للمدرسة مكتبة مسرحية كبيرة، لم يتوقف نشاط أب المسرح الهنديهنا بل أطلق مؤسسة للفنون في العاصمة الهنديةنيودلهي تحمل اسم عائلته «القاضي». عمل على تأليف واخراج أكثر من 50 مسرحية صانعاً بنشاطه فارقاً بالحراك الثقافي الهندي، كما عمل على تعليم وتدريب أكبر المخرجين السينمائين والممثلين في الهند، ورغم هذا النشاط الغني بالفنون لم تسقط نجد من رأسإبراهيم ولم يغيب حمد علي القاضي والد إبراهيم عن كتاباته مرجعاً أهم ما اكتسبه لوالده كالمعلم الأول له، يعتبر حمد القاضي أحد أهم تجار منطقة نجد، قضىحياته رحال بين الهند وتركيا وباكستان والكويت للعمل التجاري حتى استقر في الهند عام 1905، لم تغيب اللغة العربية والتعاليم الدينية عن فكر حمد القاضي حتى عمل على توفير مكتبة في البيت لأولاده تضم أهم المراجع للغة العربية والتعاليم الإسلامية، هي ذاتها المكتبة التي يذكرها إبراهيم كثيراً في حديثه عن مراحل طفولته، حاز ابن نجد على جوائز عديدة في مراحل حياته العملية أهمها جائزة بادما فيبهوهان للفنون عام 2010، وهي ثاني أعلى جائزة مدنية على مستوى الهند تسلم باليد من رئيس الهند شخصياً، كما حصل على جائزة بادما بوشن، والتي تعتبر ثالث أعلى جائزة مدنية على مستوى الهند 1991، كما حصدعلى جائزة فارس للفنون والكتابة والمقدمة من الحكومة الفرنسية بالإضافة لجوائز عديدة تتعلق بالإبداع المسرحي والثقافي. وأخيراً حصل المسرحي إبراهيم حمد القاضي على تكريم سعودي من وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان، ويأتي التكريم تقديراً لنشاطه الثقافي في المسرح الهندي وذلك بتأسيس «كرسي إبراهيم القاضي»، لتعزيز المشهد الثقافي السعودي محلياً ودولياً.