أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في الهند الدكتور سعود بن محمد الساطي على أهمية العلاقة بين السعودية والهند، في الجوانب الثقافية والإنسانية. وبين الساطي أن هناك بعداً ثقافياً وحضارياً بين البلدين، وهي من أهم الأسس التي تقوم عليها علاقات الصداقة بين المملكة والهند، مشيرا إلى أن مشاركة الهند في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا العام، هو تعبير عن الأهمية التي يوليها البلدان للعلاقات بينهما بشكل عام وللبعد الثقافي والحضاري في هذه العلاقات بشكل خاص. وأوضح خلال ندوة العلاقات الهندية السعودية التي نظمت الأحد ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الجنادرية 32، العلاقات بين الهند والعالم العربي شهدت تطورات متتابعة عبر القرون، وازدهرت بعد ظهور الإسلام، من خلال التجار العرب الذي قصدوا شبه القارة الهندية، وأثروا في ثقافة الهند وحضارتها وتأثروا بها. وأضاف أن مسجد شيرامان جمعا في منطقة كودونقلار في ولاية كيرالا، يمثل رمزا للتسامح فهو أول مسجد بني في الهند ويقدر عمره بحوالي 1400 عام، فضلا عن ازدهار الروابط الثقافية والعلمية بين الهند والعالم العربي في العصر العباسي حين اهتم العرب بترجمة كتب الفلسفة والعلوم والأدب والطب والفلك والكيمياء إلى اللغة العربية. وتابع: في العصر الحديث استمرت الهند مقصداً لأبناء شبه الجزيرة العربية لأغراض الدراسة والتجارة والعمل والسياحة، ومن أمثلة الصلات الإنسانية والثقافية بين الجانبين ومساهمة السعوديين في الثقافة الهندية هو رائد المسرح الهندي إبراهيم بن حمد القاضي وهو سعودي الأصل، هاجر والده من مدينة عنيزة إلى بومبي في بداية القرن الميلادي الماضي لتنمية تجارته. وولد إبراهيم في مدينة بوني القريبة من بومبي عام 1925 وتلقى تعليميه الأساسي في الهند ثم سافر إلى لندن عام 1948 لدراسة المسرح وعاد إلى بومبي ليقود الحركة المسرحية الحديثة في الهند. واستعرض الساطي تطور العلاقات بين البلدين، مبينا أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بدأت بعد استقلال الهند عام 1947 بوقت قصير حيث تبادل البلدان إنشاء البعثات الدبلوماسية. وساهمت زيارة الملك سلمان عام 2010 عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، وزيارته الثانية عام 2014 عندما كان وليا للعهد ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع، في إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين البلدين والتأكيد على أهمية توطيد شراكتهما الإستراتيجة، بالإضافة إلى زيارة دولة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي للمملكة في 2016 لتوطيد الصداقة والشراكة، وتمنح قوة وحيوية جديدة للعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين. وأفاد السفير السعودي أن ما يجمع بين المملكة والهند طيف واسع من المصالح المشتركة، وتلعب شراكتنا الاقتصادية دورا رئيسيا في علاقتنا، فالهند تعد أحد أهم الشركاء التجاريين للمملكة، والمملكة رابع أكبر شريك تجاري للهند، حيث يوجد للشركات الهندية حضور قوي في السوق السعودية، وهي تعمل في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والصناعات التحويلية ومشروعات البنية التحتية. وأكد الساطي أن أهم دعائم العلاقة السعودية الهندية هو البعد الإنساني حيث يعيش في المملكة حوالي 3.2 ملايين هندي، يمثلون أكبر جالية هندية في الخارج، ويساهمون في مشروعات التنمية في المملكة ودعم الاقتصاد الهندي، ويحظون بالتقدير والاحترام. من جهته، نوه السفير الهندي في المملكة أحمد جاويد بعمق العلاقات الهندية السعودية، التي تطورت كثيرا خاصة أن هناك تعاوناً في مجالات عدة منها الدفاع والأمن، إضافة إلى افتتاح مكتب لشركة أرامكو السعودية في الهند ممثلا لكل قارة آسيا. وتطرق جاويد إلى العمالة الهندية والزوار، مبينا أن 170 ألف هندي حجوا العام الماضي، فضلا عن أكثر من ثلاثة ملايين عامل في المملكة، وهو إن دل فإنما يدل على التقارب بين البلدين والصداقة بين الشعبين، وأن العمالة الهندية تحظى بالاحترام والتقدير. د. سعود الساطي أحمد جاويد Your browser does not support the video tag.