شدَّد رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، سلطان البازعي، على اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بصناعة الفيلم السينمائي السعودي، والتأسيس لهذه الصناعة بأيدٍ سعودية قادرة على إحداث تغيير في عالم هذا الفن. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح مهرجان أفلام السعودية الثاني، مساء أمس في مركز الأميرة جواهر بنت نايف لمشاعل الخير في الدمام، وسط حضور فني سعودي وخليجي حاشد، من بينهم المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، مسعود أمر الله، والمخرجان عبدالخالق الغانم وعامر الحمود. وكان حفل افتتاح المهرجان، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وتستمر فعالياته حتى 24 فبراير الجاري، قد بدأ بكلمة ألقاها مدير فرع الجمعية، مدير عام المهرجان، أحمد الملا، أثنى فيها على اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بالمهرجان ودعمه وتشجيعه، كما قدَّم فيها الشكر لكافة المشاركين بأعمالهم في المهرجان، والقائمين عليه، والمشاركين في تنظيمه. وجرى خلال الحفل، تكريم الشخصية السينمائية المكرَّمة في المهرجان، وهو السينمائي السعودي، إبراهيم القاضي، الذي غاب عن ليلة تكريمه، ل «ظروف صحية»، وتسلم سليمان القاضي، نيابة عنه، «النخلة الذهبية»، إضافة إلى فيلم وثائقي وكتاب يوثقان سيرته. ولد القاضي وعاش في الهند أغلب سنوات حياته، واستحق تبجيل العاملين في سلك المسرح والسينما الهندية «بوليوود» نظير تأسيسه لأهم حركة مسرحية عرفتها الهند، وتتلمذ بعض أهم روّاد «بوليوود» على يديه حين دراستهم في مدرسة الدراما الوطنية التي أسسها وأدارها ل15 عام. وكان للقاضي الفضل الأكبر في إحداث نقلة تاريخية في التراث الفني للهند، تأتّى ذلك من مزيج الثقافات التي أطلع عليها ودرسها وقطف ثمارها عائداً بها إلى الهند مثل الإنجليزية واليونانية، إضافة إلى ثقافته العربية، التي كان لها الحظ الأوفى، إذ تعلّم القاضي اللغة العربية بالإضافة إلى العلوم الإسلامية على يد معلّم سعودي عاش في منزلهم في مدينة بونا في الهند. وعكف على قراءة الكتب العربية من مكتبة والده يتدارسها ويختار منها ما يمكن ترجمته لأعمال مسرحية تناسب الثقافة الهندية. كما كان للفنون التشكيلية والتصوير نصيب من اهتمام القاضي أيضاً، وأقام المئات من المعارض، وأسس منظمات تعنى بجمع الفنون وتنمية المواهب الإبداعية، مما دعا إلى تكريمه بوسام بادما فيبوشان عام 2010م، وهو ثاني أعلى وسام مدني تمنحه الحكومة الهندية، وجائزة فارس الفنون والكتابة من السفارة الفرنسية. كما تم خلال الحفل تكريم الجهات الداعمة للمهرجان، قبل أن يختتم بعرض فيلم الافتتاح «فيما بين» للمخرج محمد السلمان، وهو فيلم تجريبي يحكي قصة شخص يستيقظ عقله في ضباب الحيرة، ما بين القرارات، الانتماءات، الطاعة والعصيان، ليرى الشخص وجوده فيما بين. وتبدأ اليوم، عند الساعة 4:00 مساء، أول عروض الأفلام المشاركة في المهرجان في مقر فرع الجمعية في حي الأثير، إذ تعرض أفلام «نص دجاجة»، «مريم»، «جناح الضيافة»، «عزف المطر»، «دورة العنف»، «سطور»، «الزواج الكبير»، «سكراب»، «باص321»، «حورية وعين»، «ضائعون»، «قاري»، «بودر»، «صراع»، «أنا وأبوي»، «البسطة»، و «ليس هكذا».