سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمران خان ل«عكاظ»: لن نسمح لأي شخص بتهديد المملكة.. نقف دائماًً معها أكد رئيس الوزراء الباكستاني أن زيارة ولي العهد تعبر بوضوح عن العلاقة القوية بين البلدين
* زيارة ولي العهد ستذهب بالتعاون الإستراتيجي إلى آفاق رحبة * لن نخوض حروباً بالوكالة في أي مكان بل سنكون شركاء في السلام * الإرهاب خطر كبير يجب مواجهته بيد من حديد وباكستان أكبر الضحايا * أكبر استثمارات المملكة في تاريخ باكستان مذكرة تفاهم بشأن مصفاة النفط * الترويج بأن التحالف العسكري الإسلامي ضد طائفة أو بلد «استهزاء وبعيد عن الحقيقة» * نرغب في تطوير ممر اقتصادي وثقافي مع المملكة لمواصلة تعزيز العلاقات * حريصون على أن لا تواجه استثمارات السعوديين أي معوقات * باكستان ستستفيد من خبرة المملكة في مجال الطاقة لتطوير مواردها * مصفاة النفط السعودية في جوادر تساعد في تعزيز الإنتاج المحلي وسوق الطاقة * المملكة ارتقت بشعبها والشعوب الإسلامية وهذا الأمر يحتاج إلى تقدير وتشجيع لاعب جديد داخل المسرح السياسي العالمي، أثار الجدل بمغامراته، وعاد من الباب الكبير في بلاده رئيساً للوزراء، عمران خان الذي انتخب رئيساً للحكومة، يقدم نفسه «إصلاحيا» ومحاربا للفساد. اكتسب شهرة عالمية بصفته بطلا للكريكيت، لا ينساه الباكستانيون، حيث قاد فريق الكريكيت الوطني للفوز ببطولة العالم عام 1992. خان الذي لم يعد الشخص ذاته في السنوات الماضية، إذ تحول جذرياً على مستوى اهتماماته الشخصية، وانغمس في المشهد السياسي، مترئساً «حركة الإنصاف الباكستانية»، حتى انتخب رئيسا للحكومة في باكستان بتاريخ 18 أغسطس 2018، يؤكد في حوار مع صحيفتي «عكاظ» و«سعودي غازيت»، قبل زيارة تاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان، أن العلاقة الممتدة والوثيقة والثابتة بين المملكة وباكستان تمتد إلى جميع المجالات، السياسية، الاقتصادية، والدبلوماسية، معتبراً زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعبيرا واضحا عن هذه العلاقة القوية. وجدد خان تأكيد موقف باكستان المعلن سابقاً، «لن نسمح لأي شخص بمهاجمة المملكة»، وسوف تقف دائما مع السعودية في حال واجهت أي تهديد لأمنها وسيادتها، وإلى نص الحوار: • كيف ترون أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان، وماذا تتوقعون من هذه الزيارة؟ •• العلاقة الممتدة والوثيقة والثابتة بين البلدين تمتد إلى جميع المجالات، السياسية، الاقتصادية، والدبلوماسية، زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هي تعبير واضح عن هذه العلاقة القوية، أولاً الزيارة ستعزز الدعم الدبلوماسي بين البلدين، إضافة إلى توثيق العلاقات بشكل أكبر، ثانياً أنا واثق من أن الزيارة ستدفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى آفاق أوسع، عبر تحديد فرص جديدة للاستثمار والاتفاق على مشاريع مشتركة بين البلدين، ثالثاً، ستعزز الزيارة الثقة المتبادلة بين البلدين وتؤكد العلاقات التاريخية والقوية، حيث سيجتمع ولي العهد بكبار المسؤولين في الحكومة، ما سيتيح له الفرصة للتعرف على باكستان وحكومتها بشكل أفضل. نتطلع بفارغ الصبر لزيارة ولي العهد إلى باكستان، هذه الزيارة ستذهب بالتعاون الإستراتيجي بين البلدين إلى آفاق رحبة، فالدعم السخي من المملكة بتقديمها 3 مليارات دولار والسماح لها بتأجيل مدفوعات واردات نفطية، يعكس رغبة المملكة في رؤية باكستان قوية ونابضة بالحياة ومزدهرة. • هذه الزيارة الأولى لولي العهد إلى باكستان، ما هي القضايا التي ستتم مناقشتها؟ •• ستتم مناقشة جميع جوانب الثنائية والإقليمية والعالمية التي تتراوح من التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي إلى التعاون في السلام والاستقرار الإقليميين، خاصة في ما يتعلق بقضايا الأمة الإسلامية. إضافة إلى مناقشة الفرص الاستثمارية للسعودية في باكستان في مجالات الطاقة والبترول والزراعة والبنى التحتية، باعتبار باكستان وجهة استثمارية جذابة للمملكة. أما في المجال الدبلوماسي، يمكن للدولتين أن تتكاتفا لدفع المجتمع الدولي بفعالية من أجل تطبيق حلول سلمية للنزاعات الدائمة في فلسطين وكشمير، لدى السعودية وباكستان مواقف متطابقة حول الأمن الإقليمي والعالمي وستكون هذه الزيارة فرصة لمناقشة القضايا الأمنية الإقليمية والعالمية. • كيف يمكن للرياض وإسلام آباد التعاون من أجل تعزيز السلام والأمن في المنطقة وإيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية؟ •• يمكن للبلدين الشقيقين ممارسة تأثيرهما في تسهيل عملية السلام في أفغانستان، لأجل تعزيز التعاون الوثيق بين الدول الإسلامية، كما ينبغي من البلدين الاستفادة بفعالية من منظمة التعاون الإسلامي. • قررت المملكة إنشاء مصفاة نفطية في ميناء جوادر، كيف ترى مستقبل المملكة في دعم مشروع CPEC (الممر الاقتصادي الصينيالباكستاني)؟ وماذا سيكون تأثير ذلك على تشجيع الاستثمار في باكستان؟ •• المملكة أحد أكبر منتجي النفط في العالم ولديها خبرة هائلة في سوق الطاقة، ما يتيح الفرصة لباكستان للاستفادة من هذه الخبرة لتطوير الموارد التي نحتاجها من الطاقة، الاستثمار في جوادر وحدها سيكون له مساهمة فاعلة في جعل باكستان تعتمد على نفسها في هذا القطاع. وترغب باكستان في تطوير ممر اقتصادي وثقافي مع المملكة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين، لا تستند علاقاتنا مع المملكة على مقتضيات الوقت، ونأمل أن تستثمر المملكة في قطاعات أخرى، لتتوازى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مع العلاقات السياسية الوثيقة، وتود باكستان زيادة صادراتها الزراعية ليس فقط إلى المملكة بل إلى دول إقليمية أخرى، بالنظر إلى مدى إنتاجية القطاع الزراعي الباكستاني. وتتطلع باكستان إلى تعزيز التعاون في القطاع المصرفي، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والتجارة والاستثمار، وقطاع البناء، إضافة إلى التعاون الثقافي خاصة في مجال السينما والسياحة، وإذا أصبحت المملكة عضواً في مشروع CPEC سيدفع ذلك بالمشروع إلى أن يكون محركاً للنمو في المنطقة. • ما رأيك في المشروع الصيني - الباكستاني في جوادر؟ وهل ستستفيد باكستان منه؟ •• لن يكون مشروع CPEC مجرد ممر اقتصادي، حكومتنا أعلنت أنها ستركز في المرحلة القادمة من المشروع على المناطق الاقتصادية الخاصة (Special Economic Zones)، كما سنركز على الإنتاج والتصنيع المحلي، حيث شرعت الحكومة في عملية إصلاح واسعة لتحسين مناخ الاستثمار في باكستان وجعلها وجهة جذابة للمستثمرين. ويتمثل التوجه الرئيسي في تعزيز بيئة ممكنة للأنشطة الاستثمارية والتجارية في باكستان. أولويتنا هي جعل باكستان أسهل للأعمال وصديقة للسياحة، وهذا سيدفعنا للتركيز على الأتمتة في جميع القطاعات لتقليل التكلفة والوقت وتسهيل الإجراءات والقضاء على البيروقراطية. وتشجع الحكومة نقل الصناعة ليس فقط من الصين ولكن أيضا من دول أخرى، ونركز على التدابير الرامية إلى استعادة ثقة رجال الأعمال المحليين والأجانب في باكستان. نحن لا نفرق بين المستثمرين المحليين والأجانب، حيث يمكن للمستثمرين الأجانب أن يمتلكوا ملكية كاملة بالإضافة إلى إعادة رأس مالهم أو ربحهم بدون أي عوائق، كل هذا سيساعد على تعزيز الإنتاجية الاقتصادية وسيجعل CPEC محركاً للنمو الاقتصادي والازدهار والتعاون التجاري والاستثمار. • زار وفد سعودي رفيع المستوى ميناء جوادر أخيراً، وكانت هناك عدة خطط للاستثمار في جوادر، إلى أي مدى سيفيد ذلك باكستان اقتصادياً؟ •• مصفاة النفط السعودية المخطط إنشاؤها في جوادر ستساعد في تعزيز الإنتاج المحلي وسوق الطاقة المحلية، إضافة إلى أنها ستساعد في تبادل المهارات ونقل التكنولوجيا وأفضل الممارسات لتعزيز المنافسة وزيادة إنتاجية المصافي المحلية. كما أنها ستكمل المشاريع تحت CPEC. وهذه فقط البداية في التعاون الاقتصادي بين البلدين، ونود أن نبني على نجاح هذا المشروع لزيادة توسيع التعاون في مجالات أخرى. • ما هي ضمانات الحكومة الباكستانية لتأمين الاستثمار السعودي في باكستان بشكل عام وجوادر بشكل خاص؟ وما هي الحوافز التي ستقدمها الحكومة الباكستانية للمستثمرين السعوديين المهتمين بالاستثمار في باكستان؟ •• نتوقع توقيع عقود عدة بين باكستان والسعودية خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أهمها سيكون مذكرة تفاهم تتعلق بمصفاة النفط التي تعد أكبر استثمارات المملكة في تاريخ باكستان. سنحرص على أن لا تواجه استثمارات السعوديين بما في ذلك مشروع مصفاة النفط أي تأخير إجرائي، وسنعمل على توفير بيئة صديقة للاستثمار كما هو موضح في «تقرير ممارسة الأعمال» الصادر عن البنك الدولي، حيث قامت باكستان بتحسين درجاتها مقارنة بالسنوات السابقة. وتقدم باكستان مجموعة من الفرص الاستثمارية للعالم، من خلال مواردها غير المستغلة الواسعة وباعتبارها بوابة لدول آسيا الوسطى عبر ممر CPEC، وتعكس الاستثمارات السعودية رغبتها في تنويع اقتصادها استناداً إلى رؤية 2030. نتوقع أن تستثمر السعودية في الصناعات البتروكيماوية ومشاريع الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية وقطاع التعدين. وبالنظر إلى قرب ميناء جوادر إلى الشرق الأوسط وموقعه الجغرافي الإستراتيجي هناك إمكانات هائلة لبلدان المنطقة لجني الفوائد الاقتصادية منه. • كيف تتعامل الحكومة الباكستانية مع الإرهاب؟ وما هي خطتكم للقضاء على الإرهاب العابر للحدود؟ •• بلا شك أن الإرهاب خطر كبير يجب مواجهته بيد من حديد، وكون باكستان إحدى أكبر ضحايا الإرهاب، فإننا نعلم جيدا قبحه وتكلفته الباهظة أكثر من أي بلد آخر في العالم، وبعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، وفقدان الولاياتالمتحدة اهتمامها بالمنطقة، بقيت باكستان وحيدة تتعامل مع الفوضى. نحن مصممون على ألا نصبح شريكاً في أي حرب بالوكالة في أي مكان في العالم، بل سنكون شريكاً في السلام. نعتقد أن التطرف في معظم أنحاء العالم هو الذي يؤدي إلى الإرهاب، وهذا الأمر يعود إلى عدة اعتبارات. باكستان ترفض تدخل القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية لأي دولة، المملكة ساهمت بشكل كبير في الارتقاء بشعبها وشعوب دول إسلامية عدة، وهذا الأمر يحتاج إلى تقدير وتشجيع. • أنشأت المملكة التحالف العسكري الإسلامي في 15 ديسمبر 2015 بمشاركة 40 دولة، ما ردكم على من يشكك في أهداف التحالف؟ •• يعد التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب مبادرة رائدة من المملكة والعالم الإسلامي لحماية الدول الإسلامية من التهديدات الأمنية والإرهابية المتزايدة، ومن الضروري أن تعمل البرامج الإقليمية مثل التحالف، من أجل الصالح العام للأمم من خلال مكافحة الإرهاب الذي يهدد النسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا. والتحالف العسكري الإسلامي يعمل على استقرار دوله الأعضاء من خلال المساعدة في الحفاظ على الاستقرار السياسي في المنطقة. أما الفكرة التي يروج لها البعض بأن التحالف العسكري الإسلامي، هو عبارة عن تحالف ضد بلد أو منطقة أو طائفة معينة، هو استهزاء فج وبعيدا عن أي منطق أو حقيقة، ونأمل أن يتطور هذا التحالف ليصبح تحالفا بين جميع الدول الإسلامية ليحارب التهديد المشترك للإرهاب. • ماذا سيكون موقف حكومتك إذا تعرضت السعودية لأي تهديدات؟ •• باكستان ترفض الحلول العسكرية وتعتقد أن لكل صراع حلاً سياسياً ويمكن حل النزاعات بالطرق السلمية. المملكة قريبة جداً من قلوبنا من جميع النواحي، ومن الطبيعي أن تود باكستان دائما أن ترى المملكة مزدهرة في أجواء آمنة داخل حدودها ومن حولها، ولطالما قلنا إذا كانت مدن الإسلام المقدسة مهددة، فإن باكستان ستذهب كلها للدفاع عن المدن المقدسة. • في وقت استمر فيه الحوثيون بتهديد المملكة عبر إطلاق صواريخ باليستية على مواقع مدنية داخل المملكة؟ كيف ترى هذا التصعيد ضد السعودية؟ •• نجدد الإعلان عن موقف باكستان المعلن سابقاً «لن نسمح لأي شخص بمهاجمة المملكة»، سوف تقف باكستان دائماً مع السعودية في حال واجهت أي تهديد لأمنها وسيادتها، نريد أن تكون المملكة آمنة كما نرغب في أن تكون باكستان كذلك. • ما هي رسالتك إلى الجالية الباكستانية في المملكة؟ •• المملكة موطن لأكثر من مليوني باكستاني، وأحثهم جميعاً على اعتبارها بيتهم الثاني بالمعنى الحقيقي، يجب أن تساهموا بكامل طاقتكم لتطوير هذا المنزل. كما أدعوهم للعب دورهم في تقوية علاقاتنا الأخوية. Profile خريج أكسفورد وأسطورة «الكريكيت» فيما كرس عمران خان (65 عاماً) نفسه في العقدين الأخيرين للسياسة، بقي محبوبا من ملايين الباكستانيين لقيادته فريق الكريكيت الوطني، الرياضة الأهم في البلاد التي فازت ببطولة العالم فيها عام 1992. وتصدر حزب حركة الإنصاف الذي يقوده خان، نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 يوليو في ثاني انتقال ديموقراطي للسلطة في باكستان، لكنه لم يحقق أغلبية صريحة، وحصل الحزب على 116 مقعداً، أي أقل من الغالبية المطلقة (137 مقعداً) الضرورية لتشكيل حكومة بمفرده. واعتمد «القائد» الرياضي السابق، الذي اتخذ مضرب الكريكيت شعارا انتخابيا له، التركيز على مكافحة الفساد في حملته الانتخابية. وأمضى خان سنوات بعد تقاعده من الرياضة في بناء مستشفيات، إضافة إلى جامعة. وتم تشبيهه أحياناً بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بسبب لهجته الشعبوية وتغريداته الطويلة على «تويتر»، إلا أنه يعتبر هذا التشبيه «سخيفا». وسجلت شعبية خان ازديادا كبيرا في 2012، بدفع من ملايين الباكستانيين الذين كان نجمهم المفضل عندما كان في ملاعب الكريكيت. أما الطبقات الوسطى فقد وجد أفرادها أنفسهم في شعارات خان. ولد عمران خان عام 1952 في لاهور لعائلة ميسورة، ودرس في أفضل الكليات الباكستانية والإنجليزية، وحصل على شهادته من جامعة أكسفورد البريطانية، قبل أن يبرز بسرعة في الكريكيت في النوادي الإنجليزية. وبدأ في عمر ال19 عاماً اللعب مع المنتخب الوطني في باكستان وأصبح أفضل لاعب في تاريخ الكريكيت الباكستاني. وبعد تقاعده من الرياضة، تزوج من ياسمينا (جيمايما) غولدسميث، ابنة قطب المال الفرنسي البريطاني جيمي غولدسميث عام 1995. وقد اعتنقت الإسلام وأنجبا طفلين قبل أن يطلقا عام 2004. ولم يستمرّ زواجه الثاني من المذيعة ريهام خان إلا 3 أشهر، إذ انتهى في أكتوبر 2015. وتزوج عمران خان في مطلع عام 2018 للمرة الثالثة امرأة تم التعريف عنها على أنها مستشارته الروحية، وهي بشرى بيبي التي كانت معروفة باسم بشرى مانيكا.